Part 51

2.2K 133 62
                                    

في غرفة زياد

لازال زياد في غرفته ، فبعد  خروج فراس و يزيد من المنزل ، هو لم يخرج من غرفته الى الآن ! أي انه لا يعلم بكونهم قد خرجوا من المنزل أصلاً !

متسطحاً على السرير ، يتقلب يميناً و شمالًا، لم يزره النوم الى الآن ! فهو كلما اغمض عيناه ، أتته صوره يزيد و يداه التي كانت ممتلئه بالدم !

ابعد زياد فراشه عنه و اعتدل بجلوسه ، متأفئفاً !

زياد : اووففف ..... يكفي تفكير .. يكفي ... اريد ان انام !

زياد

ربما عندما لكمته، عض على لسانه ، لهذا خرج الدم ! ..... انه حقاً يبدوا شاحباً ، كما قال فراس ! .... و ذلك الفراس .... ماذا سأفعل بشأنه ! هل حقاً سوف اوافق على ان اكون ابنه ! .... هل جننت انا ؟! .... و لكن ربما هذا افضل ...... في النهايه انا لن اعتبره ابي حقاً .... حتى انني اخبرته بأنني لن اناديه ب " أبي " ، و لكن ... ان كان يريد ابناً .... لما لا يتزوج .... او يتبنى طفلاً ! ..... هل بسبب امواله الطائله ، هو لا يعرف ماذا يفعل في الحياه ! لذا قال في نفسه لما لا اتبنى اخاه التوأم ! ااااخ ما هذا الحظ الذي جعلني اقابل شخصاً مثله ! انه اكثر شخصاً مستفز قابلته بحياتي !
و لكن يجب ان اتحمله بسبب الجهاز الذي يحيط رسقي ! و ايضاً يزيد يظن بذلك بأنه نجى مني .... و هو سعيداً بأنه سيذهب ليأخذ والداه بالأحضان !

* رمى بظهره مجدداً على السرير ، و ظلَّ ينظر الى السقف ، و دوامه الافكار لا زالت تدور برأسه ! مانعاً اياها من النزول بأعماق قلبه !!

.
.
.
.
.
.
.

في المستشفى

يجلس يزيد و فراس امام الطبيب الجالس خلف المكتب ، و يتحدث إليهم بهدوء ، محاولاً ان لا يخيف كلاهم ، و بالأخص يزيد !

الطبيب ابتسم : فكما اخبرتكم .... انه من الجيد بأن المرض في بدايته .... و الحد لله بأنك لم تتأخر في المجيء الى المستشفى ! ...... و ان شاء الله مع العلاج و تتبع حالتك اول بأول .... ستتعافى بإذن الله .

فراس ابتسم و نظر الى يزيد ، رغم انه لازال قلقاً على حالة الآخر ، و لكن تلاشت ابتسامته ما ان تحدث يزيد الى الطبيب قائلاً

يزيد : ان عمي و جدي توفيا بسبب هذا المرض ايضاً ! ..... فكيف سأنجوا انا ؟!

الطبيب لازال مبتسماً : بالثقة بالله أولاً ... ثم بالعلاج .... ربما جدك و عمك لم يعالجا المرض في بدايته .... و ايضاً ... الأعمار بيد الله .... فربما يموت شخصاً دون مرض او سبب ... وكم مريض عاش العمر بأكمله ! ..... و هناك من كان مرضهم منتشراً بالجسم و مستحيل علاجهم .... و لكن بالدعاء و الثقه بالله ... نجوا و تشافوا ... بسبب من ؟ ... بسبب رب المعجزات .. الشافي وحده .... نحن الاطباء بيدنا العلاج ... و لكن بيد الله الشفاء ..... تفائل و ثق بالله .... و ابتعد عن الحزن و التفكير و القلق .... خذ علاجك بإنتظام .... و اترك الامر لله وحده .

توأم و لكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن