بسم الله الرحمن الرحيم
" النفاق هو الذي يجعل الناس سعداء، أما الحقيقة فتجعلهم يشعرون بالحزن "
حياتنا بحر كبير أزرق يتأثر بعوامل الكون، فإذا كانت الشمس صافية فستجده أزرقًا كالياقوت، و إذا ألقيت فيه النفايات فستجده أخضرًا يُنفر النفس من الإقتراب منه، أما إذا تعمقت داخله فستجد أن ما تراه مختلفًا تمام الإختلاف، فالداخل ثابت لا يتغير، فقط سواد قاتم مع العديد من الحجارة حتى أنك لن تستطع البقاء فيه سوى بضعة ثوانٍ و إلا ستلقى حتفك ...
<<flash back >>
يرتدي قميصًا سماويًا بسيطًا مع بنطاله البُني و حذاءه البالي، يدق باب إحدى البنايات ليفتح له ذاك الرجل الذي يُدعى سراج، أدخله منزله الصغير و طفق يعد له قدحًا من الشاي و يجلس بجواره مردفًا
- ها يا سطا، هتعمل إيه ؟؟
كان مالك بجواره يتفحص بعض الأوراق و يقول
- هروح أشوف البت بتاعت المطعم، بيقولو إنها واحدة ست وحدانية، أنا بقى هدخلها دخلة الغرقان في دباديبها، أول ما أعرف أتجوزها هخليها تتنازلي عن كل حاجة بعدها هطلقها و أخلع
قال آخر جملة و هو يرمق سراج الذي بدا متحمسًا لتلك الخطة، إرتشف سراج من شايه ثم قال
- إنت متأكد إن الموضوع هيمشي ؟؟
ربت مالك على فخذه مطمئنًا
- متقلقش، هو أنا تلميذ ؟؟ دا أنا عامل كدة مع نص ستات البلد
أرخى ظهره ليُخرج سيجارة من جيبه و يقوم بإشعالها مؤكدًا
- بقولك إيه، أنا خلاص هبدأ من بكرة ؛ متندهش عليا غير بإسم مالك عشان أتعود عليه
نفث مالك من سيجارته بينما ربت سراج على فخذه مطمئنًا
- ماشي يا عم مالك، و لو عوزت أي ورق تاني أضربهولك كلمني
تشكره مالك و إستمرت جلستهم لفترة حتى ذهب مالك بعدها بيومٍ إلى المطعم، لم يكن يعرف شكل مالكة المطعم لذلك إفتعل شجارًا وهميًا حتى تظهر له، ما إن ظهرت هاجر أمامه تُخبره أنها المديرة حتى علٌت إبتسامته و عرف ضحيته ؛ ظل ينتظرها في المطعم لأيامٍ حتى تلمح وجوده، أحيانًا يراقبها و هي ترحل من المطعم و تقدي حاجياتها ليظهر أمامها و يتعرف عليها أكثر
عاد مالك من بحر ذكرياته على صوت سراج
- كدة يا سطا أكون في السجن و متزورنيش
كان مالك يُدخن من غليونه مُربتًا على يده بإعتذار
- آسف والله يا سيجا، ما إنت عارف بقى إني مشغول اليومين دول، و بعدين ما إنت خدت براءة أهو يا عم عايز إيه تاني ؟؟
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romanceهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...