الفصل السادس و الأربعون ( إختطاف )

392 45 7
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" مع أن الأجزاء تتغير، فإن الكل يظل ذاته، لأنه عندما يُغادر لص هذا العالم، يولد لص جديد، و عندما يموت شخص شريف، يحل مكانه شريف آخر "

عندما ننغمس في حياتنا الجديدة نعتقد بأن الأمور ستتحسن و الأيام ستمضي بسلام، لكننا نتفاجأ بتسلل هذا الماضي خفية كي يُدمر هذه الحياة بكل ما أوتي من قوة 

- عشان أنا مراته !!...

جملة من ثلاث كلمات كاتت كفيلة بشلٌ أوصالها و إصابتها بالصدمة، هل أخبرتها للتو أن زوجها و والد إبنها الوحيد هو نذل و خائن ؟ هل تُخبرها أنه كان يخدعها طيلة هذه السنوات ؟ كادت تهوي على الأرض من هول الصدمة، إرتجفت حروفها و هي تقول

 - مـ... مراته إزاي مش فاهمة ؟

إقتحمت تلك السيدة منزلها دون أن تطلب الإذن منها، كانت تحادثها بحقدٍ و ثقة 

 - مراته إللي متجوزها من أربع سنين و سايبها في البيت مستنياه، ولا هو بقى مقالكيش إنه متجوز ؟

هتفت مايا بوجهها بغير تصديق

 - إنتي بتقولي إيه إنتي ؟ أدهم مين ده إللي يتجوزِك إنتي أكيد غلطانة

أصرٌت السيدة على قولها 

 - أيوة متجوزني، و مخلف مني كمان بنت زي القمر، و أدي العقد أهو يا ستي عشان تصدقي ...

أخرجت قسيمة الزواج من حقيبتها لتعطيها إلى مايا التي تسارعت دقات قلبها و كأنه سيخرج من موضعه، داخلها ينتحب في صمتٍ يُكذب هذه الحقيقة التي أمامها، لكنها للأسف ترى إمضة زوجها و إسمه على تلك الورقة اللعينة

 - و آدي كمان شهادة ميلاد بنتي إللي مكتوبة بإسمه...

أعطتها ورقة أخرى كي تتأكد مايا من حديثها و تتيقن أن أدهم ما هو إلا خائن حقير، لم تتحرك قيد أنملة و بقيت متصلبة مكانها تُطالع هذه الأوراق في صدمة حتى نبست السيدة بإستياء

 - كان بيقولي هيروح يجيب إبنه عشان يتربى مع بنتي، بس لقيته فجأة بيقولي إنه عايز ينهي إللي بينا، عايز يرميني أنا و بنتي في الشارع و يطلقني، بس و المصحف الشريف ما هسيب حقي، وديني لأجرجره في المحاكم لو مرجعش لبيته و مراته ....

إنهالت الكلمات على رأسها كصاعقة كهربائية شلٌت جسدها و جعلت نبضات قلبها تتصاعد لتشعر و كأنها ستبصقه في مرة من المرات، لم تشعر بنفسها و هي تصرخ بملئ شدقيها

 - إطلعــــي بـــرة، إطلعــــي برة بيتي....

آشارت على الباب الذي لم يكن مُغلقًا تريد أن تطرد تلك السيدة  قبل أن تصب جام غضبها عليها، رمقتها السيدة بإستحقارٍ لآخر مرة قبل أن تهرع من المنزل بإنتصار يغمر قلبها؛ فهي قد إنتقمت من هذا النذل الذي آراد نسيانها، صفعت مايا الباب وراءها بغضبٍ يتطاير من عينيها مع قبضتها التي إلتحمت مع هذه الأوراق، لا تريد الآن سوى الإنتقام من هذا الحقير الذي ضحت من أجله....

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن