الفصل الثامن و الثلاثون ( ماضٍ أليم )

556 56 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" إن الماضي دوامة، إذا تركته يسيطر على لحظتك الحالية فإنه سيمتصك و يجرفك "

من قال أن الجرح الغائر يتعافى و يلتئم ؟؟ فالجرح إن توقف نزيفه فإنه سيترك أثرًا يبقى مع صاحبه أمد الدهر ليذكره بما عاناه من آلامٍ و جروح ...

ذاك الدفتر الذي وقع بين يديه و جعله مُشتتًا تتداخل أفكاره ببعضها، ربما كل شيء متدثر بين تلك الأوراق و ربما تتغير وجهة نظره عن تلك التي إقتحمت حياته فجأة و قلبتها رأسًا على عقب، بقي لفترة يرمق ذاك الدفتر لا يعرف ماذا يفعل، لكنه بالنهاية قرر أن يخوض التجربة و يحارب شكوكه ليقرأ ذاك الدفتر؛ فتح أول صفحاته و قرأ ما يلي 

11 أكتوبر 2016                                                   " لا يذهب إلى الغابة من يخاف الذئاب " قرأت تلك الجملة بإحدى الكتب و قد ألهمتني بكثرة، فهذا العالم ما هو إلا غابة مليئة بالوحوش و الضباع، فمن يخشى تلك الوحوش لن يقدر على البقاء حيًا، فأما يتم إلتهامه أو إصابته بجروحٍ غائرة؛ لهذا السبب قررت ألا أهاب تلك الذئاب، بل حتى قررت أن أضحى واحدة منهم ....

20 نوفمبر 2016                                                   أحيانًا أتمنى لو لم أولد فتاة، فتلك الأمور الساذجة التي يقومن بها الفتيات بعمري تُصيبني بالإشمئزاز، لطالما أحببت أن أحظى بكيانٍ مستقلٍ و ألا أتعرض للمضايقة من أولئك الرجال الذين يطلقون نظراتهم الشهوانية على كل إمرأة تهتم بجمالها، كم أود حقًا أن ألقنهم درسًا على ما يفعلون، و عندما أقوم بهذا لا أجد سوى التوبيخ من قِبل والداي و كل من حولي، يريدونني أن أتركهم وشأنهم و أن أتغاضى عن أخطائهم؛ هذا ما يصيبني بالغضب أكثر؛ أكره أن أكون ضعيفة أمام أولئك البشر الذين يرغمونني على الضعف 

12 ديسمبر 2016                                                 أوشك العام الدراسي على الإنتهاء، كان هذا العام حافلًا و مليئًا بالأحداث، تم تفجير الكنيسة البطرسية بالأمس؛ لقي سبعة و عشرون شخصًا مصرعهم إثر تلك الفاجعة الأليمة، وقفنا بالمدرسة وقفة حدادٍ بطابور المدرسة على أولئك الشهداء، لا أنكر أنني كنت سعيدة من أجلهم، فقد تخلصوا للتو من مآسي تلك الحياة البائسة و ها هم يتنعمون بنعيم في الجنة، إنتهينا من ذلك الحداد و دلفنا فصولنا، لم أكن أنصت لتلك المعلمة عديمة الفائدة، كما أنني لا أحتاج لشخصٍ يفسر لي تلك المعلومات التي أحفظها عن ظهر قلب 

إنتهينا من اليوم الدراسي لألقى صديقتي الوحيدة فريدة، فهي صديقتي الصدوقة منذ أن وطأت قدماي تلك المدرسة

 - ميرال، ماما عزماكي على الغدا معانا إنهادرة

رسمت إبتسامة على وجهي و أنا أجيب

 - ماشي، أجيلِك الساعة كام ؟

جذبتني من ذراعي لألتصق بها و تقودني إلى والدتها و هي تقول 

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن