بسم الله الرحمن الرحيم
" عندما تقتل أحدًا فإن شيئًا منه ينتقل إليك، تنهيدة أو رائحة أو إيماءة، و أنا أدعوها ( لعنة الضحية ) "
ما أجمل أن يُصبح الحلم حقيقة، لكن لا يوجد أصعب من أن يضحى الواقع الذي تعيشه مجرد حلم لا يمت للواقع بصلة ..
حقيبة كبيرة بنية اللون ممتلئة لآخرها، سعادة تعتلي وجهها و تبثها ضروبًا من الحماس على ما ستقدم عليه، أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تضع يدها على الجرس و تدق عليه ليصدر صفيرًا يكاد يصل إلى أذنها، ما هي إلا بضع ثوانٍ حتى إنفتح الباب لتتسع إبتسامتها و يزداد وجهها حمرة، كان إياد يقف أمامها و العديد من المشاعر تجتاحه منها مشاعر الحيرة و البهجة
- مايا !!
بقيت مايا تنظر لأسفل تضع يدها على الحقيبة المليئة بثيابها مما جعل إياد يلاحظ أنها أخيرًا قد أخذت قرارها، لا يُصدق أنها و أخيرًا إنصاعت لطلبه و قررت أن تدلف جُحره و تكوٌن معه حياة جديدة، من شدة سعادته و حيرته بقي متسمرًا أمام الباب لا يجد من الكلمات ما يقولها، قطعت هي هذا الصمت ببعض المرح و الخجل
- هتفضل سايبني برة ؟
إنتبه إلى سؤالها فعاد إلى الواقع و فتح الباب أكثر يدعوها للولوج و يردف بسعادة أغرقته
- لأ طبعًا البيت بيتِك .. إنتي لو مكنتيش جيتي أنا كنت هلم هدومي و هطب عليكي
دلفت المنزل تتفحص أركانه بوله و دقات قلبٍ تتسارع كأنها في سباق، إستقبلتها كوثر و إنتشلت حقيبتها لتضعها بحجرة إياد الواسعة و التي سيتشاركاها سويًا، إقتربت بضع أمتارٍ منه بخطواتٍ هادئة أبرزت مدى خجلها لكنها بالنهاية حدقت بمنتصف عينيه و هي تُدلي قرارها بهيام
- أنا عايزة أبدأ معاك حياة جديدة، و مش هعرف أبدأها غير و أنا معاك هنا ..
إبتسمت له إبتسامة خجولة نجحت ببث السعادة على قلبه، إقترب أكثر نحوها ليُحيطها بذراعه يضمها إلى كنفه مع قبلة بسيطة وضعها على رأسها في حنانٍ بالغ أعرب معه عن سعادته بقوله
- صدقيني طول ما أنا عايش إنتي و حمزة و ميسون هتبقو في آمان و مش هسمح لأي حاجة تبعدكم عني
إتسعت بسمتها إثر حديثه لتسير بعدها بجواره داخل أركان المنزل و تنصت إلى حديثه
- تعالي نقعد شوية لغاية ما كوثر تحضرلنا الفطار
إبتعدت عنه كي تعترض حديثه
- مين دي إللي تحضرلنا الفطار و أنا موجودة ؟ إنت ناسي إني chef ؟ ... محدش هيقرب من المطبخ ده غيري ... غير بقى لو لقدر الله حصلٌي حاجة
أنهت حديثها بصرامة ليوافقها الرأي بسعادة
- ماشي يا شيف مايا ... تعالي نحضر الفطار سوا
![](https://img.wattpad.com/cover/332315312-288-k781633.jpg)
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romantikهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...