قلب محظور ( مكتملة )

الفصل السابع عشر ( فقدان ذاكرة )

بسم الله الرحمن الرحيم

" ليس في الحياة شيءٌ يُدعى فترة مبكرة أو متأخرة، فكل شيءٍ يحدث في حينه "

يُمكن لتلك الثواني القليلة أن تتحول لساعات، فالترقب و الإنتظار كفيلان بمضاعفة الساعات و الثوانِ لتشعر أنها دهورًا، تلك كانت حالتهم داخل المشفى التي تبعث الرهبة في النفوس، على اليمين كانت فريال تبكي بحرقة و عاطف و ميرال يحاولان قدر الإمكان مواساتها و طمأنتها بأن كل شيءٍ سيكون بخير، كذلك كان أحمد يقف على مقربة منهم لا يُصدق ما حدث ؛ فهو آخر من تحدث معها قبل أن تفتعل هذه الحادثة

كانت المشفى محاطة بالمصورين و الصحفيين ؛ فوقوع ممثلة مشهورة ضحية لحادث كبير كهذا هو خبر جامح بالنسبة لهم، إلى أن مايا و هاجر إستطاعا إقتحام المشفى و الإطمئنان على جومانا من خلال ميرال التي لم تذرف من الدموع خلسة، فهي تحبس الحزن داخلها حتى لا تتحرر هذه الدموع و تُشعرها بالضعف و الخذي، جلست مايا جوار ميرال تُربت على ظهرها متسآلة

 - هي الحادثة حصلت إزاي ؟

آجابتها ميرال بيأسٍ 

 - معرفش ، هي كانت راجعة من التصوير و الدنيا كانت ليل فعملت حادثة

تنفست ميرال الصعداء و حاولت تغطية الحزن البادٍ على وجهها، بعد فترة خرج الطبيب من حجرة العمليات فوثب جميعهم يسألونه في هلعٍ هدائه الطبيب بقوله

 - متقلقوش، المريضة تخطت المرحلة الصعبة، هي دلوقتي كويسة بس لسة في غيبوبة 

زفروا جميعهم بأريحية و كأن نفوسهم فد بدأت تعود إليهم، عاودوا الجلوس مجددًا فأخذت ميرال بقعة تبعد عن أهلها بعض الشيء لتتحدث مع مايا و هاجر، آشارت مايا على عُمر الذي قد جاء المشفى مع ميرال، ثم سألت بحيرة

 - ميرال، هو إنتي عارفة الراجل دا ؟

حاولت ألا تُظهر إشارتها كي لا يلتفت عُمر لهن، آجابتها ميرال بضيق

 - أيوة، كنت بتخانق معاه قبل ما أعرف إن جومانا عملت حادثة

علقت مايا

 - هو أي حد يعرفِك لازم تتخانقي معاه ؟

آجابتها ميرال بضجر 

 - و أنا أعمل إيه يعني ؟ دا راجل مستفز أصلًا و جاي المستشفى عشان يهددني 

سألت هاجر بحيرة 

 - يهددِك ليه ؟

قصت ميرال ما حدث بصوتٍ هامس بعض الشيء كي لا ينصت لهن عُمر، كانت معالم الذهول رفيقة كل من هاجر و مايا أثناء إنصاتهن لهذا الحديث، فهما لا يُصدقان أن جومانا قد تفتعل مثل هذا الفعل الشنيع، بقيا لفترة يتسامرن حتى وجدن يوسف يدلف المكان و معه معاني القلق أثناء سؤاله الموجه لميرال