بسم الله الرحمن الرحيم
" يبدأ بعض الناس حياتهم بهالة متوهجة لكنها سرعان ما تبدأ تفقد بريقها و تبهت "
أطوف و أجوب هذه الدنيا بحثًا عن عدوي، أطلق شكوكي في كل من حولي ليتضح بالنهاية أن تلك الشكوك كانت بلا فائدة، فالعدو الذي أبحث عنه يقبع بداخلي، ربما أقرب الناس إلي، و ربما أنا ...
سواد قاتم في تلك البقعة يحفها أصوات الأشجار و الغربال بأصواتها المزعجة التي تبعث إنقابضة في القلوب، منزل كبير يقبع داخل إحدى الأحياء الراقية، تظهر ميرال برداءها الأسود و قناعها الذي غطا وجهها كما القفازات التي إرتدتها
كان يوسف خلفها يساعدها على تسلق السور كما يتسلق هو الآخر ليبدأا بعدها بالسير على الحشائش يتلفتان حولهما كي يتأكدا من عدم وجود أحد، لم يكن الوقت متأخرًا لهذه الدرجة، حيث الساعة لم تصل إلى منتصف الليل بعد و هذا ما أرادوه بالضبط، لأن المنزل الآن لا يوجد به سوى زوجة الطبيب رياض و طفله الرضيع الذي لم يتخطى الخمسة أشهر
إقتربا من النافذة التي تطل على الحجرة الخاصة بالمكتب لتحاول ميرال فتحها كما تدربت مسبقًا، ما إن فتحت النافذة حتى دلفت من خلالها الحجرة و دلف وراءها يوسف ليفتحا مصابيحهما الضوئية و يبدأا البحث بهدوءٍ في كل أركان المكتب ...
على جهة أخرى و داخل سيارة فضية اللون، يجلس عُمر داخلها يتولى القيادة بينما تجلس جومانا بالخلف و كلاهما يراقبان الطريق و يستعدان للإنطلاق بالسيارة فور أن ينتهي يوسف و ميرال مما يفعلا، أحست جومانا بالملل من الإنتظار فإنتقلت إلى منتصف الأريكة تحاول بدأ الحديث مع عُمر بطريقة ودودة
- إيه رأيك في الأكشن إللي إحنا فيه ده ؟ مش بذمتك أحسن من الملل إللي كنا عايشينه ؟
إبتسم من حديثها الذي أيده تمامًا، فهو لو يتوقع أبدًا أن يتسلل خفية لإحدى المنازل كي يأتي بأدلة تخص جريمة قتل !! إلتفت ينظر لها مردفًا
- هو صحيح أحسن من الملل، بس أنا كنت خايف عليكي في المستشفى
إتسعت بسمتها إثر كلماته لكنها شاكسته بقولها
- يعني طلعت بتخاف أهو، أومل إيه مبخافش من حاجة مبخافش من حاجة و لما تشوف بصلايا تنط زي الضفدع
قهقه إثر حديثها لفترة وجيزة لتمر بعدها فترة من الصمت قطعتها جومانا كي تبدأ المزيد من الأحاديث
- أنا على فكرة متعوٌدة، أصل إنت متعرفش عيلة الهلالي، كل واحد فينا لازم بألفله خطتين تلاتة ولا يعمله مصبتين تلاتة أربعة... منبقاش الهلالي لو ما سحلناش إللي حوالينا في مشاكل... عيلة توكسيك زي ما بيقولو
إبتسم إبتسامة هادئة أيد معها حديثها بمشاكسة
- إنتي هتقوليلي، دا أنا إتعرفت عليكي بعد ما ولٌعتي في الجامعة، و أديني بشارك دلوقتي في سرقة دكتور
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romanceهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...
