الفصل الثالث و الخمسون ( تحدي الخوف )

466 39 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" يا أخي، تحمل الألم، تخلص من سموم نزواتك، ستنحني السماء أمام جمالك إذا فعلت ذلك، فإن الشوكة تُصبح وردة تتوهج مع العالمين "

مع كل خطوة نأخذها إلى الأمام تقابلها خطوة أخرى للخلف، و مع هذه الخطوات التي تأخذها للوراء يرتفع هذا الصوت الذي يحثك بأعلى ما لديه بأن تتقدم و تبتعد عن تلك البراثن التي تعود إليها ...

توقفت قدماه أمام باب المطعم ليستند بظهره على الجدران يُطلق العنان لهذه الدموع أن تنحدر و هذه الأنفاس كي تتلاحق، يرفع رأسه نحو السماء لعله يستطيع رؤية والداه اللذان تسببا في هذه المعاناة، آراد أن يسألهما عن سبب ما فعلاه به و كيف أسعفهما تدمير حياة طفلٍ صغير على مشارف الحياة، إستمع إلى صوتٍ هاديءٍ إخترق براثن ضيقه و آفاقه من هذه الأفكار

 - يوسف !! ..

ظهرت ميرال أمامه تُحدق بعيناه الحمراوان المتكللتان بالدموع، جفف دموعه ليستطيع التحدث معها و لا تستشعر أنينه، وجدها تقول بخزي على حاله

 - عارفة إن الموضوع صعب، و أنا أسفة لو كنت السبب في إنك تعرف حاجة زي دي

آشاح وجهه عنها ليرمق السماء و يقول بما يجيش به صدره

 - مش لازم تعتذري، أنا كان لازم أعرف من بدري

ترقرقت بضعة دمعاتٍ على وجنتيه فحاول هو تجفيفهم ليقول بآسى

 - أنا بس إللي قاهرني إني كنت عايش طول الوقت مخدوع فيهم، طول الوقت عايز آخد حقهم من المجرمين إللي قتلوهم، و في الآخر يطلعو هما المجرمين

ربتت ميرال على كتفه بمواساة

 - عارفة إن الحقيقة ساعات بتوجع، بس صدقني كدة أحسن من إنك تفضل أعمى طول حياتك

لم يُعقب على حديثها و بقي في حالة من الوهن و الحسرة، أخفضت ذراعها عنه لتتنهد و تقول بعدها

 - مش لازم نسلم الورق للشرطة لو عايز_

قطعها بإصرار

 - لأ سلموه، مش هبقى السبب في إني أظلم حد بريء تاني، كفاية إني مقدرتش أتكلم قدام الشرطة و أبرءه

أحنى رأسه و إسترتسل بحرج

 - أهلك إزاي هيوافقو على جوازنا لما يعرفو إن أهلي مجرمين ؟

قهقهت ميرال قهقهة بسيطة عقب حديثه ثم قالت بعدها بمزاح

- هيقولولي مبروك يا ميرال، لقيتي عريس أهله مجرمين زيِك

إبتسم إثر حديثها و كانت هذه أول مرة تستطيع هي تحويل أحزانه إلى سعادة بعد أن كان يفعل هذا دائمًا

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن