بسم الله الرحمن الرحيم
" يا أخي، تحمل الألم، تخلص من سموم نزواتك، ستنحني السماء أمام جمالك إذا فعلت ذلك، فإن الشوكة تُصبح وردة تتوهج مع العالمين "
مع كل خطوة نأخذها إلى الأمام تقابلها خطوة أخرى للخلف، و مع هذه الخطوات التي تأخذها للوراء يرتفع هذا الصوت الذي يحثك بأعلى ما لديه بأن تتقدم و تبتعد عن تلك البراثن التي تعود إليها ...
توقفت قدماه أمام باب المطعم ليستند بظهره على الجدران يُطلق العنان لهذه الدموع أن تنحدر و هذه الأنفاس كي تتلاحق، يرفع رأسه نحو السماء لعله يستطيع رؤية والداه اللذان تسببا في هذه المعاناة، آراد أن يسألهما عن سبب ما فعلاه به و كيف أسعفهما تدمير حياة طفلٍ صغير على مشارف الحياة، إستمع إلى صوتٍ هاديءٍ إخترق براثن ضيقه و آفاقه من هذه الأفكار
- يوسف !! ..
ظهرت ميرال أمامه تُحدق بعيناه الحمراوان المتكللتان بالدموع، جفف دموعه ليستطيع التحدث معها و لا تستشعر أنينه، وجدها تقول بخزي على حاله
- عارفة إن الموضوع صعب، و أنا أسفة لو كنت السبب في إنك تعرف حاجة زي دي
آشاح وجهه عنها ليرمق السماء و يقول بما يجيش به صدره
- مش لازم تعتذري، أنا كان لازم أعرف من بدري
ترقرقت بضعة دمعاتٍ على وجنتيه فحاول هو تجفيفهم ليقول بآسى
- أنا بس إللي قاهرني إني كنت عايش طول الوقت مخدوع فيهم، طول الوقت عايز آخد حقهم من المجرمين إللي قتلوهم، و في الآخر يطلعو هما المجرمين
ربتت ميرال على كتفه بمواساة
- عارفة إن الحقيقة ساعات بتوجع، بس صدقني كدة أحسن من إنك تفضل أعمى طول حياتك
لم يُعقب على حديثها و بقي في حالة من الوهن و الحسرة، أخفضت ذراعها عنه لتتنهد و تقول بعدها
- مش لازم نسلم الورق للشرطة لو عايز_
قطعها بإصرار
- لأ سلموه، مش هبقى السبب في إني أظلم حد بريء تاني، كفاية إني مقدرتش أتكلم قدام الشرطة و أبرءه
أحنى رأسه و إسترتسل بحرج
- أهلك إزاي هيوافقو على جوازنا لما يعرفو إن أهلي مجرمين ؟
قهقهت ميرال قهقهة بسيطة عقب حديثه ثم قالت بعدها بمزاح
- هيقولولي مبروك يا ميرال، لقيتي عريس أهله مجرمين زيِك
إبتسم إثر حديثها و كانت هذه أول مرة تستطيع هي تحويل أحزانه إلى سعادة بعد أن كان يفعل هذا دائمًا
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romanceهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...