الفصل السادس و العشرون ( مندوب الشحن )

655 51 1
                                        

بسم الله الرحمن الرحيم

" في هذا العالم، ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصارخة، هي ما تجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام، ففي داخل كل منا توجد جميع المتناقضات في الكون "

الحياة هي وحش كاسر يسعى دومًا لهزيمتك بشتى الطُرق، لكنك مع ذلك تبذل قصارى جهدك لتهزم ذاك الوحش أو تعتاد على عذابه ..

كانت ميرال تتمدد على فراش المشفى بعد أن ربطت ذراعها و ضمدد جرحها، أمامها أحد ضباط الشرطى يأخذ أقوالها التي أدلتها دون كذبٍ أو تردد، جلست والدتها جوارها ترمقها بحيرة بينما كان والدها يقف بالقرب منها و شذرات من الغضب تتطاير من عينيه، فما إن رحل الشرطي حتى ألقى على مسامعها بغضب و عتاب

 - أخرتها إيه يا ميرال هانم ؟؟ بقينا على أخر الزمن نلمِك من الإقسام و المستشفيات !!

بررت ميرال موقفها 

 - يا بابا مكنش ينفع أسيبه _

قطعها بصياح

 - تقومي تضربيهم زي البلطجية !! مش عاملة إعتبار ليا ولا لأمِك إللي كانت هتموت من القلق عليكي، ما كنتي إتصلتي ببوليس النجدة ولا حتى قولتيلنا يمكن نعرف نتصرف _

قطعته بإعتراض 

 - مكنش هينفع يا بابا، الولد كان في خطر _

بتر كلماتها بسُخط و عتاب 

 - يعني هو دلوقتي مش في خطر ؟؟ إستفدتي حاجة من شغل الحواري و البلطجية إللي عملتيه ؟؟ أنا زهقت منِك و من جنانِك 

تجمعت الدموع على مقلتيها و آبت الإنهمار، بقيت صامتة ترمق والدها الذي هرع من الحجرة في غضب ليتركها غارقة في الندم مما فعلت، ربتت عليها والدتها تواسيها

 - متزعليش منه، هو بس كان خايف عليكي، كلنا كنا خايفين عليكي يا ميرال

ربتت ميرال على يدها مُعتذرة 

 - أنا أسفة، والله كان غصب عني، مقدرتش أستحمل و أنا بشوف ولد صغير محتاج مساعدة و مساعدهوش، أنا أسفة 

بدأت تنتحب في حزن فضمتها والدتها و تمددت جوارها على الفراش تُمسد بحنانٍ على خصلات شعرها مُردفة بفخر

 - على قد ما أنا متضايقة من إللي عملتيه، على قد ما أنا مبسوطة إن بنتي بميت راجل و بتعرف تدافع عن الحق

نجحت هذه الكلمات في رسم السعادة على وجه ميرال، نبهتها والدتها بعدها 

 - بس عايزاكي بعد كدة تقوليلي على أي مشكلة بتواجهيها، على فكرة أنا بتضايق لما إنتي أو إخواتِك بتخبو عني حاجة، بحس إني معرفتش أكون أم ليكو 

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن