الفصل السابع و الخمسون ( إنكشف السر )

434 43 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" لا قيمة للحياة من دون عشق، لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده، روحي أو مادي، غربي أو شرقي، فالإنقسامات لا توٌلد إلا المزيد من الإنقسامات"

صوت صافرة طفيف يخترق الآذان و يقبض الأنفس، صوت أشبه بفحيح الحية قبل أن تنقض على فريستها أو زئير الأسد قبل أن يُعلن سطوته أمام سائر المخلوقات، مجرد صافرة بسيطة تؤثر بهذا الشكل الكبير على الأرواح و العقول، حُجرة متوسطة الحجم يُغطيها اللون الأبيض الشاحب و العديد من الأجهزة الموٌصلة بجسد سيدة كبيرة ذابلة الملامح هزيلة الجسد و فاقدة للوعي

إرتكنت هاجر على إحدى المقاعد القريبة تكوٌب وجهها بين كفيها كي تتجنب النظر إلى والدتها التي كانت هي سببًا بإدخالها المشفى و تعرض حياتها للخطر، تنهمر دموعها كسديمٍ سريع التدفق لتشعر أن دموعها قد تكوٌن أنهارًا من كثرتها، تأخذ أنفاسًا متتابعة تهُديء بهم نفسها لترمق والدتها بنظرة خاطفة يشوبها الندم و الأسف

إقتحم مالك الحجرة يهرول نحوها بقلقٍ، وثبت هي من مكانها لترتمي بأحضانه و كأنه طوق نجاتها، إجهشت بالبكاء على صدره ليُمسد هو على خصلاتها برقة يحاول معها سؤالها عما حدث، وجدها تقول بين شهقاتها

 - أنا مش عايزة ماما يجرالها حاجة ... عايزة أتكلم معاها ... عايزة أقولها إن أنا أسفة

إنخرطت في بكاءٍ مرير مزق نياط قلبه فحاول تهدئتها بمواساة

 - إهدي يا هاجر، طنط كويسة، أنا سألت الدكاترة و قالو إنها هتفوق ... إهدي بقى و بطلي عياط

إبتعدت عنه لتستنشق بعض الهواء و تحاول كبت دموعها قبل أن تفر من جديد، لازال وجهها يحمل العبوس و الندم و هي تسأله كي تتأكد

 - يعني هي هتفوق ؟

حدق بمنتصف مقلتاها ليحاول بثها بعض الآمان أثناء قوله

 - أه هتفوق ... ممكن بقى تبطلي عياط ؟

جذبها من يدها كي تجلس جواره على المقاعد التي بالحجرة، بقيا لفترة في حالة من الصمت حتى هدأت هاجر قليلًا ثم وجهت أنظارها إتجاه والدتها لتقول كلماتٍ غطاها شعور الذنب

 - كان المفروض أدخلها البيت، مكنش ينفع أسيبها في الشارع و الجو برد، أنا مكنتش عايزة أعمل زي إللي عملته فيا بس مش عارفة ليه عملت كدة ... كان ممكن تموت بسببي

إنخرطت مجددًا في البكاء فربت على كتفها ليحاول نفي كلماتها و بثها بعضًا من حنانه

 - متقوليش كدة، إللي عملتيه ده رد فعل طبيعي، و هي إن شاء الله هتفوق و مش هتكون متضايقة منِك_

قطع جملته عباراتٍ خافتة تُصدر من والدتها مع حركة طفيفة من إصبعها تحاول أن تُشير به ناحية هاجر

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن