الفصل الثامن و الأربعون ( ضائعون )

499 43 7
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" الوحدة و الخلوة شيئان مختلفان، فعندما تكون وحيدًا، من السهل أن تخدع نفسك و يُخيل إليك أنك تسير على الطريق القويم، أما الخلوة فهي أفضل لنا، لأنها تعني أن تكون وحدك دون أن تشعر أنك وحيد "

إنتهى اليوم الدراسي أخيرًا و حانت اللحظة التي يترك فيها الطلاب فصلوهم ليذهبوا إلى منازلهم كي يستريحوا من عبء هذا اليوم، يهرول الأطفال على الدرج كالفهد السريع الذي يركض وراء فريسته، أما عن الطلاب الأكبر سنًا فكانوا ينسلون الدرجات بلامبالاة كأن الدراسة لا تعني لهم شيئًا من الأساس، يترجل أحمد خلف ميسون بالدرج يناديها مرارًا و تكرارًا و هي تتجاهله و تبتعد عنه، إضجر أحمد من تجاهلها له فهتف بوجهها

 - ميسون رُدي عليا

تنهدت ميسون بنفاد صبر و إلتفتت له تقول بحدة

 - نعم يا أحمد، عايز مني إيه ؟

عقص أحمد حاجبيه بتعجب من سلوكها الحاد معه و غير المبرر بالمرة

 - ممكن أفهم إنتي بتعامليني كدة ليه ؟

آجابته ببلاهة و لا مبالاة

 - بعاملك إزاي ؟

 - بتعتبريني مش موجود، و مش راضية تتكلمي معايا، هو أنا عملت إيه مش فاهم ؟

إندفعت بوجهه مقررة

 - معملتش حاجة، بس أنا مش عايزة أعرف واحد زيك

قطعها مدافعًا عن ذاته

 - ليه ؟

- إنت عارف ليه ؟

 - لأ مش عارف

صاح بوجهها مع آخر جملة و كاد الجدال ينشب بينهما، تنهدت بعمقٍ تحاول التهدئة من روعها كي تسأله

 - ماشي يا مادو، أنا هسألك سؤال واحد و تجاوبني بصراحة 

وافق على مضض فسألت

 - ليك علاقة بإللي حصل لجنة ؟؟

عقص حاجبيه بحيرة ينفي حديثها و يسألها

 - مليش علاقة، مين إللي قالِك الكلام ده ؟

شعرت أنه يخفي عنها الحقيقة فصاحت بوجهه

 - متكدبش عليا، المدرسة كلها بتقول إنها كانت معاكو في الشلة و بعدها لقوها مدمنة مخدرات، مادو إنت أكتر واحد عارف أنا عانيت قد إيه بسبب الموضوع ده، و عارف كمان إن أنا إتخدعت من ناس أكبر مني و خلوني أبقى مدمنة  .... تقوم تطلع إنت زيهم في الآخر !!

تشدقت كلماتها بالألم أثناء تذكرها لما حدث معها، فهي أكثر من شعر بالشفقة حيال جنة لأنها تُشبهها كثيرًا، كانت تتمنى بشدة ألا يضحى أحمد من أولئك الذين يتلاعبون بالجميع كما لو أنهم ألعابًا بين يديهم، حاول أحمد أن ينفي إعتقادها بقوله متوٌسلًا

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن