الفصل الحادي و الثلاثون ( فلتبدأ الحرب )

541 54 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" إن تسكين الألم ليس مثل شفائه، فعندما يزول مفعول المخدر يبقى الألم "

حياتنا معًا كادت تُصبح حديقة مليئة بالأزهار الملونة و الخُضرا النابضة بالحياة، لكنها الآن تتحوٌل فجأة إلى رمادًا بعد أن جاء أحدهم و إفتعل حريقًا في الأجواء، هذا الشخص الذي دمر الأزهار لأنه لا يستحسن جمالها، بل هو يتمتع بمشاهدتها تحترق ..

هرعت ميرال من أمامه و النيران تشتعل داخلها، لم يتركها يوسف تلتبس بذاك الفهم الخاطيء و قرر السير وراءها يُبرر لها الحقيقة، جذبها من ذراعها كي تتوقف و تنظر له

 - ميرال إستني _

قطعت حديثه بحنقٍ و هي تجذب ذراعها 

 - أستنى ليه ؟؟ عايزني أشوف إيه تاني أكتر من إللي أنا شوفته ؟؟ أنا بجد مش مصدقة إنت إزاي حقير كدا 

دافع عن نفسه بقوله

 - ميرال و المصحف ما حصل حاجة، هي إللي جات لوحدها

هتفت بوجهه ساخرة 

 - و إنت بقى دخلتها بيتك يا راجل يا محترم !!

كادت ترحل لكنه أوقفها مجددًا

 - هي كانت عايزة تدخل الحمام مش أكتر _

قطعته بحدة و إستخفافٍ بحديثه

 - الكلام دا تضحك بيه على إللي زيَك

 - بس أنا مش بضحك عليكي، أنا بقول الحقيقة، إنتي ليه مش عايزة تصدقي ؟

حدقت بعينيه في غضب و كأن النيران ستنبثق من مقلتاها 

 - عشان هو دا إللي شوفته، شوفتك و إنت بتخوني معاها 

عارضها مدافعًا عن نفسه بإستماتة 

 - أنا مخونتكيش، إنتي إللي مش واثقة فيا عشان إنتي عُمرِك ما بتوُثقي في حد أصلًا

 - أنا مستحيل أثق في واحد خاين زيَك

 - أنا مش خاين، إنتي إللي مجنونة و بتألفي حاجات مش حقيقة

خرجت كلماته بصورة صراخٍ غاضب من عدم تصديقها له، أصابت هذه الجملة جرحًا قديمًا بداخلها و جعلها تزداد سخطًا و غضبًا منه، و كأن تلك الجملة البسيطة قد أنهت كل ما بينهما، حيث آرادت أن تنقض عليه و تُفرغ فيه غضبها لكنها بدلًا عن ذلك خلعت خاتمها و قالت بثبات تُنهي معه هذا الجدال 

 - عندك حق، أنا مجنونة، بس عارف مجنونة ليه ؟؟ .... عشان وافقت أبقى مع واحد زيَك 

ألقت خاتمها بوجهه و إتجهت إلى سيارتها تستقلها لترحل من هنا بأسرع وقتٍ ممكن، أحنى هو جذعه يلتقط الخاتم من الأرض يُحدق به للحظة لا يُصدق أن الأمر بينهما قد إنتهى بهذه السهولة، لا يُصدق أيضًا أنها ظلمته بهذه الطريقة، بقي ينظر إلى الخاتم بألمٍ يضغط عليه بقبضتيه حانقًا على من تسبب في كل هذا

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن