الفصل الثامن و العشرون ( تتوٌعد لها )

621 49 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 

" في كل مرة نُحب نصعد إلى السماء، و في كل مرة نكره  أو نحسد أو نحارب أحدًا، فإننا نسقط مباشرة في نار جهنم "

لن تجد في حياتِك ما هو أعمق من حفرة الحب ؛ فهي حفرة غائرة تسقط بها فجأة دون أن تعلم بوجودها، تغوص داخلها لتكتشف عالمًا آخرًا غير الذي تحياه تمامًا، إلى أن الفرق بينها و بين باقي الحفر هو أنك لا تتمنى أن يأتي أحد و ينتشلك منها، حيث أنها تُشعرك باللذة أكثر مما تُشعرك بالخطر ..

هكذا كانت ميرال و هي شاردة على الأريكة بمنزل مايا بعد أن قررت الذهاب لها و قضاء الليلة معها، آرادت إخبارها عما حدث بالحفل لكنها لسبب ما وجدت لسانها عاجزًا عن الحديث، بل حتى جسدها لم يكن يقدر على الحِراك، وجدت نفسها تسترخي على الأريكة لتنام عليها إلى اليوم التالي، تحتضن ركبتيها و تستند بذقنها عليهما، كل ما تشعر به الآن هو التيه و عدم إدراك ما يحدث حولها، فما من مُنجدٍ لذاك التيه سوى صديقتها التي ظهرت من العدم تتحدث من وراءها 

 - ميرال، هو إنتي خايفة ؟؟

إلتفتت ميرال وراءها لتجد صديقتها فريدة تجلس جوارها تٌربت على كتفها إلى أن آجابت ميرال بوهنٍ و عجز

 - مش عارفة 

- مش عارفة إزاي ؟ هو مش إنتي بتحبي يوسف ؟

 - أيوة بحبه بس ...

لم تستطع إكمال جملتها فأكملتها فريدة بدلًا عنها و كأنها تعلم ما يدور بقِرارها 

 - خايفة يسيبِك زي علي، صح ؟؟

لم تُجبها و إكتفت بإيماءة بسيطة برأسها عادت معها إلى ذكرياتٍ من عدة سنواتٍ مضت، كانت في تلك الفترة مراهقة بالتاسعة عشر من العُمر تقف بجوار السور الذي يطل على النيل مباشرة، أمامها شاب يكبرها بعامين لكنه يرتدي ملابس مُهندبة و يرمقها بأسف أثناء قوله

 - أنا آسف يا ميرال، بس إحنا مش هينفع نكمل مع بعض 

قطبت حاجبيها بحيرة من حديثه ثم قالت بغير تصديق

 - يعني إيه مش هينفع ؟؟ هو إنت بتتكلم جد ؟؟ إنت عايز تسيبني في أكتر وقت أنا محتجاك فيه ؟؟

حدق بعينيها و قال مستسلمًا

 - و الله العظيم مش بإرادتي، أنا لو عليا كنت فضلت معاكي الُعمر كله

صرخت بوجهه بعد تلك الجملة 

 - أومل بإرادة مين ؟؟ هو أنا عملتلك إيه عشان تمشي و تسيبني ؟؟؟

بدأت الدموع تترقرق من عينيها و هي تتحدث بوجعٍ سببه ألم الفراق، بقي هو في حالة من الصمت و التبلم لا يستطيع تبرير سبب رحيله ؛ هذا ما جعلها تستنبط بألمٍ و وهن

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن