بسم الله الرحمن الرحيم
" الحب هو العلة، الحب هو المعلول "
مهما طال الإنتظار، ستظل صورتكِ تحتل قلبي، ستظل روحي تهفو من أجل رؤياكِ، ستذبل دموعي من كثرة بُعادِك، سيُظلم عالمي و سأنتظر الشمس تهل علي ببريقِك..
عادت منزلها بعد ليلة شاقة مليئة بالأحداث، غمر وجهها بوادر الضيق حزنًا على ما حدث لصديقتها، إرتمت على فراشها بأطرافٍ متهدلة تطوف بذهنها في أحداث اليوم بحزافيره، بقيت تجلس لفترة في حالة من الصمت تُفكر فيما يحدث معها و كيف سيأتيها النوم بعد هذه الليلة ... لمحت بطرف عينيها ذاك الصندوق الخشبي الذي سبق و أخذته من والدتها لكنها لم تفتحه حتى الآن رغم الفضول الذي يساورها إتجاهه، إنتهزت هذه الفرصة لتنتشل ذاك الصندوق و تضعه على ركبتيها أولًا تتفحصه لوهلة قبل أن تفتحه بلهفة
أول ما وقع بين أناملها هي تلك الصور التي يبدو و كأنها قديمة؛ فقد كانت باللونين الأبيض و الأسود، يوجد والدها داخل هذه الصورة و كان وقتها في عُمرٍ صغير و جواره شقيقه و الذي هو عمها، كانت تعلم أيهم والدها لأنها قد شاهدت العديد من الصور له في كل مرة تذهب فيها إلى عمها
كانا يبتسمان في الصورة إبتسامات بريئة جعلتها تبتسم عنوة و هي تتأمل تلك الصور و ترى كم كان والدها لطيفًا بذاك العُمر الصغير، و كيف يختلف هو و عمها عما أضحيا عليه بالكِبر
أدثرت أناملها داخل الصندوق أكثر لتجد المزيد من الصور التي جمعت ما بين والدها و عمها أو والدها فقط، وجدت أيضًا العديد من الصور التي إحتوت على فتاةٍ صغيرة رفقة والدها الذي كان بنفس عمرها، لا تعلم من هي تلك الفتاة لكنها إستنتجت أنها إحدى جيرانه أو أقاربه
وضعت تلك الصور جانبًا و عاودت العبث داخل الصندوق حتى وجدت بضعة ورداتٍ ذابلة و شرائط شعرٍ قديمة و بالية، ما لفت نظرها هي تلك الرسائل ذات الأوراق الصفراء القديمة و التي تمركزت بقاع الصندوق، أمسكت بإحدى هذه الرسائل لتقرأ ما كُتب عليهم بخطٍ مُنمقٍ رائع
" إلى من دق القلب لها، و إستنار الروح بها ... يا نجمتي التي أضاءت ضربي، و دواءي الذي أشفى سُقمي ... يا من أعاد الحياة إلى جسدي، و هدم حصون قلبي ... كل عام و أنتِ بخير، و أنتِ معي "
إبتسمت من تلك الكلمات و آرادت أن تقرأ المزيد منها؛ أمسكت ورقة أخرى لتقرأ ما بها
" لم أشتق لأحدٍ سواكِ، و لم أسهر لأحدٍ سواكِ، فالسحر فيكِ، و الروح تهفو من أجلكِ، فعشقي لكِ أدى إلى إحتراق قلبي بنيرانه، و شوقي لكِ جعلني أهفو بظلماته، فدعيني أخبركِ أن الإتجاهات ليست أربعة كما يقولون، الإتجاهات ما هي إلا إتجاه واحد فقط، هذا الإتجاه هو أنتِ "
لم تزل البسمة من وجهها و هي تقرأ تلك الكلمات و لا تدري من أين أتى والدها بهذه الرومانسية و الأحاسيس، دوٌن أسفل كل رسالة منهم حروفًا إنجليزية لحرفي الـM و الـH أي والدها و شخص آخر بحرف الميم، هذا يعني أن الرسائل تلك ربما موجهة لوالدتها و ربما تلك هي الذكريات التي جمعت بينهما قبل الزواج، إعتقدت لوهلة أنها ستعثر على أجوبة لما يدور برأسها بعد أن ترى ما يحويه هذا الصندوق، إلا أنها تشعر الآن بالمزيد من التشتت و الحيرة ...
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romanceهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...