الفصل السبعون ( إختفــــاء )

353 37 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" إن ما أنا في حاجة إليه هو القوة، القوة .... بغير القوة لا يصل المرء إلى شيء، و القوة لا تُنال إلا بالقوة "

أرى الشمس بازغة أمامي تهمني أن النجاة على بُعد أمتارٍ قليلة، لهيب يسري أسفل قدماي يزداد كلما  تقدمت خطوة و كلما إقتربت أكثر  من النور آراه يبتعد عني و تنسل الدماء أكثر من قدماي بعد أن تفاقمت نيران اللهب، لا أعلم لما السير في ذاك الطريق بتلك الصعوبة ؟؟ و لما تنفر الشمس مني و تمنعني من الإهتداء بنورها ؟ ... هل يجبرني قدري على التوقف عن السير و الرضوخ إلى اللهب حتى أتحوٌل رمادًا ؟؟

تشوشت الرؤية من حولها لتشعر و كأنها تترنح يمينًا و يسارًا، أو أن الكرة الأرضية تدور حول نفسها بسرعة تفوق سرعتها الطبيعية، ما هي إلا لحظاتٍ حتى ذهبت تلك الغمامة عنها و بدأت الرؤية تتضح شيئًا فشيئًا، لا يزال رأسها ثقيلًا و صداع جامح يكاد يقتلها، وضعت يدها على رأسها تستشعر هذا اللهب المتدفق منها و ملمس الدماء اللزج بعد أن جفت و تركت ألمًا تشعر به كما تشعر بالألم أسفل قدمها

إعتدلت في جلستها بثقلٍ تتفحص تلك الحجرة التي لا تعلم كيف أتت إليها، كل ما تتذكره هو ذاك الشجار ما بينها و بين تلك الحية و أنها كانت على وشك الرحيل من المنزل، ما الذي حدت و أوقعها في هذه الحجرة المقيتة الخالية من أي شخصٍ عداها ؟؟

حركت قدميها لتكتشف شيئًا ثقيلًا يُعركل حركتها، لم تأخذ الكثير من الوقت لترى هذه السلاسل الحديدية التي كبلت قدميها و أثقلت حركتها، فلم تعد حتى قادرة على الوثوب من مضجعها؛ بقيت جالسة مكانها تستند بظهرها على الحائط بحاجبين معقوصتينٍ في غضب سبٌت معه من تسبب في وضعها بمثل هذا المكان، كادت تهم بالصراخ لكنها وجدت الباب ينفتح لتتوجل منه لُبنى بهدوءٍ تتجاهل معه نظرات ميرال الحانقة المصوٌبة نحوها، جذبت إحدى المقاعد لتجلس عليها أمام ميرال و تردف باستفزازٍ

 - صباح الخير، معلش بقى الأوضة مش مُريحة، بس مسيرِك هتتعودي

لم تتحمل ميرال أكثر فإنفجرت بوجهها

- عايزة مني إيه ؟؟ هتستفيدي إيه و إنتي حبساني في المكان ده ؟؟ فاكرة إنهم مش هيعرفو يجيبوكي ؟؟ إنتي أول واحدة هيتشك فيها لو أنا حصلٌي حاجة

آرادت ميرال إخافتها بحديثها كي تُحررها من ذاك المكان، لكن ما لاقته من لُبنى هدم سقف توقعاتها، وجدتها تردف بثباتٍ و صرامة مع كمٍ هائلٍ من اللامبالاة

 - حتى لو عرفو إن أنا خطفتِك، مستحيل يعرفو أنا خطفتِك فين، إلا بقى بعد كام يوم ...

أرخت ظهرها على المقعد مُسترسلة

 - ساعتها هكون لحقت أعمل إللي أنا عايزة أعمله

صكت ميرال على أنيابها بعد أن إسترفدت خطتها الماكرة، فبقاءها هنا يعني الموت لا محالة، وثبت لُبنى من المقعد و كادت تهرع من الحجرة إلى أن داهمها صوت ميرال 

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن