الفصل التاسع عشر ( لعنة الشهرة )

522 49 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 

" في الشطرنج كما في الحياة، توجد حركات تُنفذها لتربح و حركات تقوم بها لأنها الحركات التي يجب أن تقدم عليها "

إذا كنت خائفًا من خسارة شيءٍ ما، فعليك أن تخسره حتى لا تضحى خائفًا مرة أخرى، هكذا كانت تفكر مايا و هي تجلس أمام المحامي يُملي عليها إجراءات القضية و يسألها بتحضر

 - ممكن أعرف السبب إللي مخلٌي حضرتِك ترفعي القضية دي على زوجِك ؟

رمقت هاجر لوهلة ثم آجابت

 - هو مُتغيب عن البيت بقاله فترة كبيرة، و مبيأديش واجباته كزوج

أومأ المحامي مُتفهمًا لتسأله هاجر

 - هو الزوج لازم يحضر الجلسة ؟؟

نفى المحامي حديثها بقوله

 - قضية الخلع ملهاش علاقة بالزوج، فمش شرط إنه يكون موجود، بس لازم يكون في إثبات إن زوج حضرتِك بقاله فترة مُتغيب عن البيت

تحدثت مايا بسرعة و ثقة 

 - في إثبات، حمزة إبني مش حاسس بوجوده، و آخر مكالمة بينا كانت من تلات سنين

تقدم بجذعه يسألها

 - و هل حضرتِك شايفة إن دا سبب كافي للخُلع ؟  أصل عادة الزوجات بترفع قضية على إجوازتهم لأنهم مش قادرين يعيشو معاهم، بس حضرتِك بتقولي إن إنتي مش عايشة معاه أصلًا

أصابها هذا السؤال بالحرج و بدأت الكلمات تفر من لسانها ؛ جاوبت هاجر نيابة عنها 

 - أصل مايا لسة صغيرة، هي صحيح متجوزة و عندها ولد بس هي بردو لسة صغيرة و محتاجها حد يكون معاها و يراعيها، دا غير إنها مينفعش تعلق حياتها براجل رابطها بيه شوية ورق و بس 

تفهم المحامي ما تريد قوله و أخرج ورقة يناولها لمايا كي تمضي عليها و يتم رفع الدعوة بصورة رسمية، قبل أن تخط بالقلم على تلك الورقة المصيرية قال المحامي مُنبهًا 

 - لازم حضرتِك تعرفي إن القضية دي هتجبرِك تتنازلي عن حقوقِك كزوجة، دا معناه إن مش هيكون فيه لا نفقة ولا مؤخر، كمان مهر الزوج لازم يرجعله

وافقت مايا على هذه الشروط  ثم خطت بيداها على تلك الورقة تقاوم هذه الإرتجافة التي تتملكها، ما إن إنتهت من هذه الغُمة حتى تنفست الصعداء و كأن هذا الحمل كان يُثقل حركتها، فبعد أيامٍ قليلة سيتم إنفصالها بصورة رسمية عن ذاك الذي لم يصونها و لم يراعيها ...

______________________ 

تلك الحجرة التي دلفها من قبل مع ميرال، الحجرة التي تتوسط الملجأ و التي تحفها الرسومات المُبهجة من كل جانب، هذه المرة لم تكن ميرال موجودة، بل كان يوسف فقط برفقة رجلين ذي بزاتٍ رسمية، وثبوا مُنتصف هذه الحجرة ليصغيا إلى يوسف الذي قال

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن