الفصل الخامس و الثلاثون ( خطة إنقاذ المطعم )

462 53 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" الشيء الذي لا يُمكن التعبير عنه بالكلمات، لا يُمكن إدراكه إلا بالصمت "

لا تيأس من تلك التعثرات التي تمر عليك و تجرفك نحو محيطٍ غائرٍ يشوبه السواد، فتلك التعثرات هي ما تجعلك أقوة و أكثر صلابة لتضحى قادرًا على المواجهة ...

 - يعني من حقه يتولى الإدارة و وجود حضرتك فيها مش قانوني 

تلك الجملة جعلت فؤادها يهوي أرضًا و العالم يرتج من حولها، بدأت تتنفس الصعداء و كادت تهوي على الأرض إلى أن هاجر قد إلتقفتها تحاول التهدئة  من روعها، كان مالك جوارهما يسأل الضابط

 - إيه الكلام ده يا حضرة الظابط ؟؟ هو مش المطعم بإسم مايا ؟؟

فسر له الضابط بصرامة 

 - الأستاذ رشدي طلب يعمل إعادة إعلام ميراث، و لما عملناه إكتشفنا إنه يملك الجزء الأكبر من المطعم

تدخلت هاجر بحدة

 - بس عمو صابر الله يرحمه كتب في وصيته إن المطعم كله بتاع مايا

إعترضها الضابط مبررًا

 - الأستاذ صابر ملحقش يثبت الكلام ده في عقود رسمية، يعني الوصية دي ملهاش لازمة 

آشار نحو الباب منهيًا النقاش

 - يلا إتفضلي حضرتك و سلمي أوراق المطعم للأستاذ رشدي 

وثب الزبائن يراقبون ما يحدث في حيرة، منهم من يتهامس و منهم من يقف مذهولًا مما يحدث، أما عن مايا فكانت تشعر بطنينٍ يصم آذانها، تسمرت مكانها بالمطعم لا تصدق أنها ستتركه بهذه السهولة، تقدم رشدي نحوها يهمس بأذنها بمكر

 - مش قولتلِك المطعم هيرجع لصحابه قريب ؟

عضت مايا على أنيابها و هرولت بسرعة بأقدامها خارج المطعم تلتها هاجر و مالك اللذان سارا وراءها بخطواتٍ مرتعدة قلقة عليها، كانت شهقاتها تتعالى و صدرها يعلو و يهبط مع نحيبها الذي لم يتوقف، تكاد تصرخ عاليًا لكنها تتماسك قدر الإمكان حتى لا تُظهر ضعفها أمامهم 

أخرجت هاجر هاتفها تتصل برفاقها لعلهم ينجدونها من تلك المعضلة ...

___________________________

 - متشكر أوي لحضرتك يا عمو، و إن شاء الله هنيجي قريب عشان نتفق على معاد الخطوبة و القايمة 

قالها عُمر بإبتسامة ودودة لعاطف الماكث أمامه يُربت على كتفه و يُخبره كم أنه سيصبح خير زوجٍ لقرة عينه المدللة، تقف جومانا وراءه تتسع إبتسامتها رويدًا و تلوٌح لعُمر من بعيد قبل أن يرحل، إبتعد عاطف عنهم و بقيت جومانا مكانها تتبادل النظرات مع عُمر في سعادة لا تضاهيها سعادة؛ فقد حققت أخيرًا ما كانت تتمناه منذ فترة ليست بالقصيرة، كادت تُغلق الباب بعد أن إبتعدا عنه إلى أن ميرال إستوقفتها و هي تهرول ناحية الباب حتى هرعت من المنزل لتقف أمام عُمر و إياد قبل أن يرحلا و تقول بذعر

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن