الفصل السادس عشر ( حادث )

680 58 2
                                        

بسم الله الرحمن الرحيم

" من السهل أن نُحب إلهًا يتصف بالكمال و النقاء و العصمة، لكن الأصعب من ذلك أن تُحب إخوانك البشر بكل نقائصهم و عيوبهم"

لا تنصت لذاك الصوت الذي يُخبرك أن لا فائدة من وجودك، يُدخلك في مقارنة ليست بعادلة حتى يُظهر عجزك، لا تنصت له أبدًا لأنه أكثر إيذائًا من أعدائك ..

دلفت ميرال سيارتها بعد أن هربت من ذاك الحريق، تعجبت من وجود جومانا في السيارة قبلها ؛ فهي قد أخبرتها أنها ستنتظرها داخل الجامعة 

 - إيه ده !! مش قولتي إنِك هتنزلي ؟

لا تزال عوالم التوتر بادية على وجه جومانا أثناء قولها بتردد 

 - لأ، منا نزلت بس ملقتش حاجة أعملها فرجعت تاني العربية 

جذبت ميرال حزام الآمان و هي تقول بأريحية

 - كويس إنِك منزلتيش، أصل حصلت حريقة في الجامعة 

إبتلعت جومانا غصتها و طفقت تُدير حدقتاها بعيدًا عن ميرال كي لا تعلم أنها هي من تسببت بذاك الحريق، تنهدت ميرال و هي تُدير السيارة و تقول

 - حظِك بقى، يوم ما تيجي الجامعة تحصل حريقة 

آرادت جومانا أن تُخبرها أنها لو لم تأتِ لما نشب هذا الحريق من الأساس، لكنها آثرت الصمت و الإيماء بدلًا من إيضاح هذه البراكين بداخلها التي يتجمع فيها التوتر و الخوف معًا ....

___________________________________

ذاك النيل المُتلطخ بسواد الليل و المُنعكس عليه ضوء القمر ليجعله مُتشبهًا بلوحة فنية يتسابق الرسامون على رسمها و بيعها، كان إياد يجلس أمام هذا المنظر و معه ورقة و قلم يخط به عليها ليرسم وجه فتاة حسناء بكل دقة، أثناء إنغماسه في الرسم إذا أن الفتاة التي بالصورة تظهر وراءه تحيط بذراعيها رقبته و و تتقدم بجذعها بعض الشيء لترى تلك الرسمة التي تم رسمها لها، علٌت إبتسامتها و هي تقول

 - أنا لما شوفت القمر منوٌر و جميل و إنت قاعد قدامه، إفتكرتك هترسمه مع النيل

جلست جواره على الأريكة الخشبية تستمع إلى إجابته 

 - و مين قالِك إن أنا مرسمتش القمر ؟

تدرجت وجنتاها خجلًا و بقيت فترة صامتة أمام كلماته حتى جذبت منه الرسمة و قالت بمزاحٍ

 - يبقى هات دي بقى عشان القمر دا يخصني 

سمح لها بجذب الرسمة دون مقاومة ليراقب ملامحها الطفولية و البريئة، إقترب منها و هو لايزال مُحدقًا بها و يقول بهيام

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن