الفصل الخامس و الخمسون ( لماذا عادت ؟ )

483 48 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" يُمكنك أن تُصبح حملًا ثانية، لأنك لا تزال تحتفظ بالحمل في داخلك "

تمر الأيام علينا و تتغير معها حياتنا، ربما نُصبح أشخاصًا آخرين، و ربما نعود كما كنا سابقًا، فبداخلنا يوجد حمل وديع و ثعلب مكار لكننا نختار من بينهما من سيتولى زمام الأمور ..

مرٌت ثلاثة أسابيع على هذا المنوال، بقيت ميرال مُحتجزة بتلك الزنانة تنال عقابها على ما تفعله دائمًا، لم تبالِ ميرال كثيرًا بمبيتها داخل حجرة مقيتة وسط أربعة جدران، بل حتى أنها كوٌنت العديد من الصداقات الإجرامية و طفقوا يتحدثن معها عن جرائمهن و كيف ألقي القبض عليهن، لم تواجه العديد من المشكلات لأنها إعتادت على مثل هذه الأمور 

أما عن يوسف فإنتقل للعيش بمنزل والداه الذي هجره منذ فترة طويلة، يقطن به الآن بعد أن بدل العديد من أثاثه و قام بتنظيفه جيدًا كي يضحى مؤهلًا لإستضافة عمه و الذي أتى بالفعل من الإمارات ليُقابل أهل ميرال كما إتفق مع يوسف من قبل، يتحرك يوسف و معه صينية تحوي فنجانين من القهوة، قدم واحد من الفناجين لعمه و جلس بالآخر ليبدأ التسامر بينهما كما إعتادا منذ مجيئه من السفر

كان اليوم هو الإجازة الرسمية لذلك لم يذهب إلى عمله و إنتهزها فرصة ليبقى مع عمه لبعض الوقت و يذهب بعدها لمقابلة ميرال لأنه يعلم أنه سيتم الإفراج عنها اليوم

 - مش هتقولي بردو ليه مروحناش لأهل العروسة إمبارح ؟

إرتبك يوسف قليلًا لأنه لم يُخبر عمه أن ميرال الآن بالحجز و أنها بداخله منذ فترة، وضع فنجان القهوة على الطاولة و بدأ يقول بتوتر

 - يا عمو أنا قولت لحضرتك إن ميرال مكا_

كاد يتحجج بشيءٍ ما لكن عمه و الذي يُدعى فاروق قطعه ليضرب بكلماته عرض الحائط

 - في الحجز ... ميرال في الحجز

كانت عوالم الصدمة هي رفيقة يوسف في تلك اللحظة لا يعلم كيف علِم عمه بهذا الأمر، تلعثمت الحروف داخل جوفه حتى أكمل فاروق

 - أنا سألت عن أهل البنت، و طلعو ناس محترمين زي ما قولتلي ... بس البنت نفسها طلعت سوابق ... و عليها أكتر من قضية ...عايز تتجوز مجرمة ؟

إحتد يوسف قليلًا و هو يجيبه

 - و فيها إيه لما تكون مجرمة ... منا أهلي كمان مجرمين

باغته بتلك الكلمات التي كساها الألم و الإنكسار، لم يجد سوى الصمت من عمه حتى أنه لم يُبدي أية عوالم تدل على الصدمة و كأنه يعرف هذا الأمر من قبل

 - كنت عارف ... صح ؟

سأله يوسف بدموع تكاد تنبثق من مقلتاه، إرتبك عمه و هو يسأله

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن