الفصل الخامس و الأربعون ( الزوجة الثانية )

389 49 7
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 

" على الرغم من أن المرء في هذا العالم يجاهد ليُحقق شيئًا و يُصبح شخصًا مهمًا، فإنه سيخلف كل شيءٍ بعد موته "

عندما يدخل الطرف الثالث بأي علاقة فإنه لا يفعل شيئًا سوى أن يشوٌهها ليثبت هشاشة هذه العلاقة من البداية ...

كانت دقات الساعة تُشير إلى الثانية بعد منتصف الليل، تتحرك أقدام يوسف بذاك الظلام الحالك و المنطقة المتهالكة، يتجاهل عواء الذئاب و تلك الرائحة النفاذة، يتلفت بمقلتاه في كل مكانٍ بحثًا عن ميرال التي من المفترض أن تضحى هنا، بقي يتجول لفترة حتى لمحها من بعيدٍ تستند على جدار إحدى المباني و كأنها تنتظر أحدهم، يرى من حولها العديد من المنتشيين و بقايا الممنوعات ملقاة على الأرض، هذا ما زاده تقززًا من المكان و سخطًا من ميرال لمجيئها هنا

 - بتعملي إيه هنا ؟

باغتها بهذا السؤال بنبرة حادة لتلتفت له تعقص حاجبيها بحيرة و تقول

 - إنت إيه إللي جابك هنا ؟ إنت بتراقبني ؟

إزدادت حدته و أراد أن يؤكد شكوكه فقال

 - ميرال رُدي عليا، إنتي هتشتري من تجار أعضاء عشان تنقذي إللي إسمه علي ده ؟ ... رُدي

صاح بوجهها مع آخر كلماته خوفًا من أن يمسها مكروهًا ما من أفعالها الهوجاء، حافظت على ثباتها و هي تُجيبه بجرأة لطالما عهدتها

 - أيوة، عشان لو معملتش كدة ممكن يموت

هاجمها بقوله

 - إللي بتعمليه ده ممكن يوديكي في داهية و أنا لا يُمكن أسمحلِك تعملي كدة

تحدته بكلماتها 

 - إنت ملكش كلمة عليا، و من فضلك إمشي من هنا

أصر على قوله

 - مش همشي غير لما تيجي معايا

كادت تعارضه لكنهما إستمعا إلى صرير سيارات الشرطة و التي توقفت أمامهما ليترجل منها بعض الضباط يتجهون مباشرة صوب ميرال التي بادلت حدقتاها ما بينهم و بين يوسف بغير تصديق، هل قام بإبلاغ الشرطة عنها ؟ هل هو بهذا القدر من الحقارة حتى يفعل شيئًا كهذا ؟؟

 - إنت بلغت عني !!

صرخت بهذه الجملة و لم يلحق هو إجابتها لأنه كان يُتابع ما يحدث في صدمة لا يفهم كيف جاءت الشرطة فجأة و لما يلقون القبض على ميرال خاصة، يشعر و كأنه تغيب عن العالم عدة لحظات حتى حدث كل هذا فجأة ...

___________________

داخل قسم الشرطة، تثب ميرال أمام وكيل النيابة و المُدعي العام ليتم إستجوابها، فقد أتاهم بلاغ يشي بأن ميرال تساعد تجار الأعضاء و تتاعمل معهم، كانت ترمق الضباط بنظراتٍ حاقدة تتوعد في قرارة نفسها و تتأفأف بضجر لأنها تريد الرحيل من هنا بسرعة 

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن