الفصل التاسع و الأربعون ( هناك صلة ما !! )

474 44 6
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف، إنه كما هو، نقي و بسيط "

هل شعرت يومًا بالضياع ؟ ذاك الشعور الذي تُدرك معه أن لا فائدة تُرجى مما تفعله، على الرغم من إحاطتك بالأصدقاء و الأحبة فإن الضياع يكمن بداخلك، يجعلك تشعر بالتيه لأنك لا تفهم سبب وجودك في هذه الحياة ..

كان الغضب قد تملك من ميرال بعد أن علِمت أنهم ضائعون بذاك القارب بعد أن حلٌ الليل عليهم و تعطل بهم القارب في وسط البحر المكفهر، شرارات الغضب تتطاير من عينيها و هي تتعارك مع شقيقتها و تسبها بكل ما تعرفه من سبابات، فهي من تسبب في كل ما حدث، يقف عُمر كحائل ما بين ميرال و جومانا كي لا يشتد العراك بينهما و تطولها يد ميرال الثقيلة التي لا ترحم، تصرخ ميرال بوجهها حانقة

 - والله لأوريكي يا بنت أبوية، والله لاوريكي إنتي و البأف إللي بتتحامي وراه

كانت تقصد عُمر بحديثها فتدخل ليدافع عن ذاته

 - و ليه الغلط بس أنا عملت إيه ؟

صاحت بوجهه و هي تُجيبه

 -  عملت إيه !! كفاية إنك ماشي ورا الهطلة دي لغاية ما ودتونا في داهية، وديني لأقطع عليكي النت لما نروٌح، و إبقي وريني هتشوفي مسلسلات تاني إزاي

هاجمتها جومانا بتحدٍ

 - مش هتقدري، إنتي بوق " فم " على الفاضي

 - أنا بوق !! طب و حياة أمي ما أنا سيباكي غير لما أجيبِك من شعرِك

كادت تنقض عليه بعد أن إحتد الجدال بينهما إلى أن يوسف أوقف هذا كله بإقتراحٍ و نبرة حكيمة 

 - باااس، هدوء لو سمحتو، خلونا نفكر بهدوء عشان نعرف نحل المشكلة دي

سرعان ما هدأت وتيرة الجدال و وثبوا يرمقون يوسف لتربط ميرال ذراعيها تحادثه بسخرية لكونه دائمًا ما يوقف جدالاتهما

 - إتفضل يا مصلح باشا، قولنا هنعمل إيه في المصيبة دي 

رمقت جومانا و عُمر مع آخر كلماتها لتوضح لهما أنهما السبب في تلك المعضلة، تنهد يوسف قبل أن يُدلي إقتراحه بحكمة

- تعالي يا ميرال نشوف المتور يمكن نعرف نصلحه

تحرك من أمامهم ليدلف حجرة القيادة و تتبعه ميرال بعد أن إستحسنت فكرته؛ فهي قد درست الهندسة و يُمكنها إصلاح مثل تلك الأشياء، تبعهم عُمر هو الآخر ليريهم ما الذي فعله بالمُحرك كي يتعطل، أما عن جومانا فبقيت مكانها تقف على مقربة منهم تشاهدهم من بعيدٍ في مللٍ يكاد يفيض بها و يجعلها تفعل أشياءً عشوائية و ربما متهورة ....

___________________

عُدنا مجددًا إلى القاهرة حيث كان أحمد يتحرك بدراجته البخارية يشق بها الطريق نحو منزله، لمح من بعيد وقوف ميسون خارج منزلها تتأمل السماء في صمت و تضع لفافة تبغ داخل فمها تأخذ منها عدة أنفاسٍ و تطلقهم في الهواء، إصطف أحمد بدراجته جانبًا ليترجل منها و يتجه ناحيتها كي يتحدث معها قليلًا، آراد فقط أن يعلم إن كانت قد سامحته و عفت عنه أم لا، لكنه أيضًا تعجب من كونها تُدخن السجائر مثله

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن