بسم الله الرحمن الرحيم
" إذا آراد المرء أن يُغير الطريقة التي يعامله فيها الناس، فيجب أن يُغير أولًا الطريقة التي يُعامل فيها نفسه "
تلك اللحظة التي ترتكب فيها خطأً و تظن أنه ضئيلًا، لكنك تنصدم حالما تكتشف أن ذاك الخطأ الصغير هو بداية الأخطاء الكُبرى
تنام هي على فراشها المُريح تغط في أحلامها بكل راحة، يقطع سباتها ضجيج الهاتف الذي صدر عاليًا بجوار مضجعها، تأففت و هي تقوم بتثاقلٍ من الفراش ترد على ذاك المُتصل لأنه شقيقها أحمد
- عايز إيه !! ... مش عارفة تقريبًا نايمين بس إنت بتسأل ليه ؟؟ ... طيب ماشي ... هقوم أشوفهم
أخبرها أن تتفقد ما إذا كان والداهما يغطان في النوم أم لا ؛ وثبت من فراشها بضجرٍ تسير ببطء نحو حجرة والداها، وجدتهما يُثرثران على الفراش لأنهما لا يغطان في النوم دون أن يعود أحمد و يطمئنان على وجوده ؛ هذا يعني أنهما سيشعران بصوت الباب و هو ينفتح، دلفت جومانا حجرتهما بهدوءٍ تُفكر لوهلة حتى قالت
- ماما، بابا، أنااا، نسيت الموبيل في العربية فهنزل أجيبه
رمقها والدها بحيرة يُحدق بالهاتف الذي بيدها و يقول
- موبيل إيه يا بنتي !! ما الموبيل في إيدِك أهو
نظرت جومانا للهاتف فإرتبكت أكثر و عدلت من قولها
- لأ، إييه، قصدي الشاحن بتاع الموبيل، أصل أنا نسيته في العربية، هنزل أجيبه بسرعة و هاجي
أخبرتها والدتها
- ماشي يا حبيبتي
كادت ترحل لكن والدتها إستوقفتها
- جومانا بقولِك إيه، كلمي أخوكي شوفي هو فين عشان إتأخر أوي
تلعثمت جومانا قبل أن تقول
- لأ ما هو، أنا كلمت أحمد و هو قالي إن بدير صاحبه مامته في المستشفى فهو هيبات معاه عشان ميسبهوش لوحده هناك و هييجي الصبح بدري
أومأت والدتها ببعضٍ من الحيرة لأن أحمد لم يُخبرهما بنفسه، تهربت جومانا منهما تسب شقيقها لأنه يجعلها تكذب على والديها و هي تمقت هذا الشيء، لكنها ما إن تركت الحجرة حتى أرسلت رسالة لشقيقها
- إدخل، الطريق آمان
سارت بضعة خطواتٍ قرب الباب ما إن شعرت أنه يتم فتحه، شهقت فور رؤيتها لهيئة شقيقها الرثة ؛ فقد كانت الكدمات و الجروح تُغطي وجهه ؛ كادت تصرخ من ذاك المنظر لكنه أسكتها و همس لها ألا تتفوٌه بكلمة
دلفت وراءه الحجرة بهدوءٍ تحضر معها حقيبة الإسعافات، جلست على الفراش أمامه تُضمد جراحه التي على وجهه و تسأل بقلق
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romanceهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...