بسم الله الرحمن الرحيم
" إختر الحب !!، فمن دون حياة الحب العذبة، تمسى الحياة عبئًا ثقيلًا "
لطالما ود الإنسان أن يعيش حياتًا سهلة يختر فيها طريقه بيسر دون عناء، لكن فجأة يجد نفسه ما بين إختيارين أحدهما النار و الآخر أن يقفز من فوق الهاوية، و الأصعب أنه إن لم يختر من بينهما فسوف يُحكم عليه بإختيار ثالث أشد وطأة من الإختيارين السابقين، ذاك الإختيار الذي يضطره للخسارة الجامحة و البدء من الصفر ....
- أ .. أدهم !!
تريد أن تصفع نفسها الآن لتفيق من هذا الكابوس، هل هو حقًا أمامها أم أنه رجل يُشبهه ؟؟ هل هي تتوهم أم أنه عاد بالفعل بعد كل هذه السنوات و الإنتظار، يطالعها ببسمة تشق ثغره و كلماتٍ معسولة متلهفة
- مايا ... وحشتيني أوي
بقيت على حالها كالصنم تنزع الخاتم من يدها و تخفيه بين قبضتيها المتعرقتين كما جسدها، دلف أدهم المنزل يجر حقيبة سفره دون أن ينتظر الإذن منها؛ فهي لا تستطيع الحديث من هول الصدمة، فقط تنصت إلى كلماته
- أنا روحت البيت بتاعنا و ملقتكيش، قولت أكيد هتكوني في بيت عمو، بس كويس إنك لسة صاحية لغاية دلوقتي، أصل أنا قولت هبات في فندق لغاية الصبح و بعدها هاجي بس الصراحة مقدرتش أستنى أكتر من كدة
تنظر له نظراتٍ مقتضبة ساخطة تحاول إستجماع قواها لتصيح به و تلومه على كل هذه السنوات، وجدته يقترب منها خطوة و ينبس بحزن
- عرفت إن عمو إتوفى من قريب، البقاء لله
إقترب منها أكثر و كاد يضع يده على كتفها إلى أنها دفعته بغضب و نفاد صبرٍ صاحت معه
- إبعد عني ..
تعجب أدهم من ردة فعلها و بقي مكانه ينصت لحديثها الساخط
- إنت إزاي بالبرود ده ؟؟ إنت جاي بعد السنين دي كلها و تقولي وحشتيني و تتصرف أكنك معملتش حاجة !! أنا مشوفتش في بجاحتك يا اخي
حاول تهدئتها بقوله
- مايا أنا جيت عشان أعتذر عن إللي عملته_
قطعته بصياح
- إنت لسة بتقولي أعتذر !! أنا مش عايزة أشوف وشك في بيتي، إتفضل إطلع برة
آشارت على الباب كي يرحل لكنه عاود التبرير لها بصوتٍ يشوبه الندم و الإستعطاف
- أنا عارف إن إنتي متضايقة من إللي عملته، بس صدقيني يا مايا أنا معَِشتش يوم واحد حلو من ساعة ما مشيت من هنا، والله العظيم حاولت أوصلِك كتير و معرفتش
صمت برهة ثم قال بنبرة منكسرة
- أنا إتسجنت ظلم، الشركة إللي كنت شغال فيها برة حصل فيها مشكلة و إتهموني إن أنا السبب فيها، و أنا والله بريء بس دخلوني السجن بردو، صدقيني حاولت أكلمِك كتير بس كنت بفشل كل مرة، و لما أفرجو عني أخدت أول طيارة و جيت على هنا
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Lãng mạnهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...
