بسم الله الرحمن الرحيم
" لا تبحثي عن الشيطان خارج نفسك، فالشيطان ليس قوة خارقة تُهاجمك من الخارج، بل هو صوت عادي ينبعث من داخلك "
عندما كنا صغارًا، كنا نتلقى المعلومات من معلمينا كي نضحى آهلين للإختبارات، لكن الإختبارات تأتي أكثر صعوبة من تلك المعلومات التي أقحمها أولئك المعلمون برؤوسنا، بل حتى مختلفة عنها كل الإختلاف، عندما تقدم بنا العُمر أدركت السبب وراء ذلك، فما نتعلمه لنضحى مؤهلين لتلك الحياة يختلف تمامًا عن الإختبارات التي تُفرض علينا، بل لا تُشبهها من الأساس و تضحى أشد صعوبة و قساوة .....
مرٌ إسبوع على هذا المنوال، لم تتغير الأوضاع كثيرًا بخلاف تلك الصراعات التي تمر بها مايا و تجعلها تتحاشى أدهم و كأنه لا يقطن بمنزلها، أصبحت حتى تتعامل مع إياد بجفاء و عقلٍ شارد جعله يقلق من أجلها، إستيقظت في هذا اليوم على رائحة شهية تنبعث من المطبخ، قادها فضولها إلى تلك الرائحة حتى وجدت أدهم يُعد بُعض البيض المخفوق مع شرائح الخُبز المحمص، كان يجلس حمزة أمام الطاولة مُتحمسًا لتناول ما يُعده أدهم، لاحظ مجيء مايا فإلتفت لها يُخبرها ببراءة
- مامي تعالي إفطري معانا
ترجاها بكلماته على الرغم من أنها لم تُرد البقاء مع أدهم و التحدث معه، إبتسمت لحمزة إبتسامة هادئة أخبرته معها بلطف
- لا يا حبيبي، إفطرو إنتو، أنا مش قادرة أفطر دلوقتي
توٌسل لها حمزة مجددًا
- مامي please، أنا عايز أفطر معاكي إنتي و بابي
إستدار أدهم ناحيتهما يضع الطنجرة التي تحوي خليط البيض المخفوق مع الخضار الطازج، إتسعت بسمته و هو يقول لمايا مترجيًا
- متكسفيش حمزة، أنا من ساعة ما جيت و إنتي مش بتفطري معانا
أزاحت وجهها عنه كي لا تنظر إلى بسمته و تشعر بالذنب أكثر، إرضخت في النهاية لتوٌسلاتهما و جلست بالقرب من حمزة و كان أدهم أمامهما يلتقط شريحة من الخبز و يُعد شطيرة لحمزة، ناوله الشطيرة بلطف و هو يقول مستذكرًا
- عارف يا حمزة، أنا و مامتك كنا علطول بنطبخ مع بعض، بس أنا مكنتش بعرف أطبخ خالص، قبل كدة كنت عايز أعمل مكرونة و بدل ما أحط صلصة حطيت هريسة، مامتك بقى كانت هتموتني ساعتها، أصل الضيوف إللي أكلو المكرونة كانو بيوحوحو...
قهقه مع آخر جملته فبادله حمزة الضحك و هو يتخيل الضيوف يطلقون شراراتٍ من أفواههم، إبتسمت مايا رغمًا عنها عندما تذكرت ما حدث، لكنها وأدت بسمتها فورًا لتلمح سعادة حمزة بمجيء والده، هذا ما جعلها تشعر بالذنب أكثر لما كانت تنوي فعله، قطع شرودها صوت أدهم
![](https://img.wattpad.com/cover/332315312-288-k781633.jpg)
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romanceهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...