الفصل الحادي و الستون ( جواب تهديد )

509 44 1
                                        

بسم الله الرحمن الرحيم

" تذكر أنك لا تستطيع أن ترى نفسك إلا في قلب شخصٍ آخر "

لما تخدعنا الحياة و توهمنا أن جميع الإختيارات أمامنا ؟؟ فالحقيقة أن الحياة تختار لنا كما لو أننا أطفالًا صغارًا تنتقي لنا والدتنا الأوعية لعدم قدرتنا على ذلك، الفرق الوحيد أن الحياة تختار أسوأ الإختيارات و ليس أفضلها ...

إنتهى أخيرًا من الكشف عن فحوصات المُرضى و هناك ثقل يجتاح رأسه مع هالاتٍ سوداءٍ غطت أسفل عيناه نتيجة الضيق و الضجر، وضع الفحوصات داخل إحدى الأدراج ليعود بذاكرته إلى الوراء عندما كانت جومانا تأتي عيادته و تتوٌسل إليه بصبيانية حتى يرضخ لطلبها و يشاهد معها إحدى تلك الأفلام التي لطالما ظن أنها ساذجة  و تلتهم الوقت، أما الآن فهو يشعر أن الوقت الذي لا يقضيه معها هو وقت ثقيل مُعتم يريد التخلص منه بسرعة

قطع شروده صوت الهاتف الخاص به ليُعلن عن مكالمة هاتفية من شقيقته الصُغرى رهف؛ آجاب على المكالمة و وضع الهاتف أمامه كي يحادثها بخاصية الصورة و الصوت، كانت تسأله بقلق

 - طمنٌي يا عُمر ... عملت إيه مع ماما ؟؟ ... والله حاولت أتكلم معاها بس هي زعقتلي ... إتكلمت معاها إنت ؟؟

أومأ رأسه بهدوءٍ و ضيقٍ أثناء قوله

 - مُصرة تخليني أتجوز صباح ... مع إني قولتلها أكتر من مرة إن صباح دي زي أختي و مش هينفع تكون غير كدة

بررت له رهف

 - ما إنت عارف ماما ... مستحيل ترضى إنك تتجوز ممثلة ...لازم إللي تتجوزها تكون يا دكتورة يا مهندسة ولا حتى ربة منزل عشان تاخد بالها منك ... فاكرة إن إنت كدة هتكون مبسوط

أنهت حديثها بضيقٍ تذكرت معه تلك الضغوطات التي فرضتها والدتها عليها كي تتجوز من ذاك المُهندس الذي تقدم لخطبتها و هي في سنٍ صغير، لم تكن قد أنهت دراستها بعد لتجد ذاتها تتدبر شئون منزلها و تتولى رعاية طفلٍ صغيرٍ، تقف بصف شقيقها هذه المرة لأنه دائمًا ما وقف بصفها و ساعدها على إتمام دراستها الجامعية على الرغم من إعتراض زوجها، صحيح أنها عاطلة عن العمل الآن لكن زوجها أضحى يعاملها جيدًا خاصة بعد إنجابها أول طفل لهما

عادت من شرودها على صوت عُمر الذي حمل بعض الإصرار و الندم بعد أن لاحظ تلميحاتها و عبوسها

 - أنا حاولت كتير أوقف جوازتِك بس معرفتش، يدوبك أقنعت عصام إنه يسيبِك تتعلمي، أهو على الأقل أكون عملتلِك حاجة ... لو عصام بيضايقِك قوليلي عشان أعرفه مقامه و إن ليكي ضهر تتسندي عليه

إبتسمت بسمة هادئة و هي تُطمئنه

 - متقلقش، عصام بيعاملني كويس و مش بيخليني محتاجة حاجة، كمان عايز يكلمك يسلم عليك بس الشغل واخد وقته

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن