بسم الله الرحمن الرحيم
" عندما تُلج دائرة الحب، تكون اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن "
من قال أن الجروح تلتئم مع مرور الوقت ؟ فالجروح الغائرة و إن إلتئمت فإنها تترك أثرًا يبقى معك أبد الدهر ليُذكرك بهذه الآلام و هذه الذكريات ...
مرٌت ثلاثة أشهر لم تتغير فيهم الأحوال، بقيت الآلام تعصف بإياد بعد أن إنعزل تمامًا عن العالم و قرر أن يعيش لذاته فقط، أما عن مايا فقد تزوجت مرة أخرى من أدهم لكنها حتى الآن تتجنب الإقتراب منه، تشعر بغصة مريرة في قلبها و سهامٍ تُمزق أحراشها كلما مرٌت عليها الأيام يومًا تلو الآخر، تقتن ميسون معها بالمنزل تشاركها الفراش لتأخذها حجة كي لا تختلط بأدهم
في هذا اليوم كانت تقف في المطبخ تُعد الفطور لحمزة إستعدادًا لذهابه للمدرسة بأول يوم بالعام الدراسي الجديد، إرتدت ميسون ثيابًا مدرسية هي الأخرى و تقترب من مايا تبتسم لها و تقول
- صباح الخير
أجابتها مايا بوجه خالٍ من المعاني و هي تضع الشطائر داخل علبة الطعام
- صباح النور
نظرت لها مايا و جاهدت حتى ترسم إبتسامة على وجهها و هي تقول مشجعة
- مستعدة للمدرسة ؟
آجابت ميسون بلهفة و حماس
- دا أنا هطير من الفرحة، مش مصدقة إني أخيرًا هرجع المدرسة تاني
دعت لها مايا
- ربنا يوفقِك
آمنت ميسون خلف دعائها لتمر بينهما برهة من الصمت أعقبتها ميسون بسؤال
- هو بابا هيرجع من السفر إمتى ؟ وحشني أوي
إرتبكت مايا بعد هذا السؤال و لما تكن تعرف بما تُجيب؛ فشقيقتها لا تزال مُعرضة للإنتكاس في أية لحظة خاصة عندما تعلم أن والدها توفي بعد معرفته بما فعلت
- معرفش، هيرجع قريب متقلقيش
- طب أنا عايزة أكلمه
حاولت مايا إقناعها بتحججٍ
- بابا مشغول جدًا يا ميسون، مش بيبقى فاضي طول الوقت يرد على التليفونات، بس أنا هبقى أكلمه و أطمنه عليكي متقلقيش
رسمت إبتسامة على وجهها كي تُطمئنها، لكن ميسون أومأت بخيبة أمل ثم حملت حقيبتها تنادي على حمزة
- يلا يا حمزة عشان الباص
ظهر حمزة بملابس مدرسية يتقدم نحوهما ثم يلوٌح لمايا بيده قبل أن يرحل من المنزل، بقيت مايا وحدها لفترة تُنظف المطبخ حتى أتى أدهم من الداخل يرتدي سترة قطنية باللون الأزرق و بنطال أسود من الجينز، تحرك وراءها ليفاجئها من الخلف كما كان يفعل قديمًا، لكنها ما إن شعرت به حتى إنتفضت في فزعٍ و إبتعدت عنه متفوٌهة بحدة
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Lãng mạnهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...