بسم الله الرحمن الرحيم
" آمن بقيمِك و مبادئك، لكن لا تفرضها على الآخرين "
إياك و الشعور بالندم حينما تفشل محاولاتك، لأن شعور الندم سيضحى أضعافًا إذا لم تكن قد حاولت من الأساس ...
إتسعت حدقتاها و تيبست مكانها ترمق تلك السيدة التي تعرفها و لاتريدها أن تقترب منها، بل و لا تريد أن تتذكر أن لها علاقة بسيدة كهذه من الأساس، ما يجول بذهنها فقط هي تلك اللحظات التي تدمرت فيها طفولتها و تدمر معها مستقبلها بأكمله، كيف تسامحها و هي من تسببت في تلك الجروح التي لم يُمحى آثارها حتى هذه اللحظة
- إنتي إيه إللي جابِك ؟
خرج صوتها حانقًا يحمل من الإحتقار ما يحمله من الغضب، إقتربت السيدة منها تحاول عناقها لكن هاجر إبتعدت عنها بحدة و بصوت مرتفعٍ غاضب
- إبعدي عني.... إنتي جاية هنا ليه ؟
و أخيرًا آجابت السيدة بنبرة مترجية تحاول إستعطافها
- إيه يا هاجر !! ... نسيتي أمِك ؟
قطعتها هاجر بألمٍ و صراخٍ كاد يجعل الجيران يستيقظون إثره
- إنتي مش أمي، أنا لا يُمكن أعوز أم زيِك
إزدردت السيدة غصتها و هي تشعر بحرقة تعتمر صدرها و حلقاتٍ من الحزن و الندم تُحيط بكلماتها
- ليه كدة بس يا حبيبتي ؟؟ أنا حتى جيت أشوفِك عشان وحشتيني_
إعترضتها هاجر بصراخٍ و دموعٍ تلألأت على عينيها
- كدابة، لو أنا وحشتِك كنتي جيتي من بدري .... إنتي إللي دمرتي حياتي ... إنتي حتى مفكرتيش تسألي عليا ... مفكرتيش تعرفي أنا عانيت بإيه بعد ما رمتيني في الشارع
إقتربت منها خطوة بعد أن أغرقت الدموع وجنتاها و جعلتها تتحدث بإنكسارٍ و حزنٍ دفين
- إنتي خلتيني أشحت من صحابي و من الغريب عشان أكمل حياتي ... إنتي أجبرتيني أدمر حلمي و مستقبلي بسبب أنانيتِك .... مش كفاية غدرتي ببابا و خلتيه يموت بحسرته بعد ما منعتيه يشوفني ؟؟ ولا جوزِك إللي كان بيمد إيده عليا لغاية ما طردني من البيت ...
صمتت برهة تعاود إستعادة رباطة جأشها و تستمع إلى توٌسلات والدتها التي غطتها بالدموع و الذنب
- هاجر أنا أسفة ... أنا مليش غيرِك دلوقتي ... معقولة هتسيبي أمِك تترمي في الشارع ؟
آجابتها هاجر بإندفاع و غضب
- ما إنتي رمتيني و أنا عيلة صغيرة، مهانش عليكي حتى تطبطبي عليا ولا توقفي في صفي
هدأت نبرتها و هي تقول بسخرية تحمل إنكسارها
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romanceهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...