الفصل الحادي و العشرون ( طلبت ما صدمه )

549 48 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 

" إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب، لا من الرأس ؛ فإجعل قلبك، لا عقلك، دليلك الرئيسي، و تغلب في نهاية المطاف على النفس بقلبِك "

قد تكون الحقيقة صعبة، مؤلمة، صادمة، لكننا لا يجب أن نجحب أعيننا عنها، فهي تُشبه الجرح المؤلم الذي إذا تغاضينا عن ألمه أودى بحياتنا ...

 - تساعد مين يا يوسف ؟؟ إنت شايفني خارجة من عند دكتور نفساني، يعني أنا دلوقتي بالنسبالك مريضة نفسيًا

هذا ما قالته ميرال بصراخٍ ليوسف الماثل أمامها يحاول نفي إعتقادها 

- ميرال الكلام دا مش حقيقي، إنتي مش مريضة نفسيًا _

كاد يتفوٌه بالمزيد لكنها قطعت حديثه بدموع تشدقت بوجنتيها 

 - لأ مريضة نفسيًا، و بشوف ناس مش موجودين

رفعت قلادتها و آرته إياها مسترسلة بألم

- شايف السلسلة دي ؟؟

أخفضتها ثم أكملت

 - السلسلة دي بتاعة صاحبتي، صاحبتي إللي ماتت قدامي بأسوأ طريقة ممكن تتخيلها 

تراجعت خطوتين لتُكمل بنبرة أهدأ يزداد فيها النحيب 

 - من ساعتها و هي بتطلعلي في كل حتة، أنا بقيت مجنونة بسببها، و إنت مش مُضطر تتكلم مع واحدة مجنونة 

تذكر عندما نعتها ذات مرة بكونها مجنونة، أدرك الآن كم أن هذه الكلمة تؤثر عليها، شعر ببعض الخزي إتجاهها لذلك إستوقف حديثها بإعتراضٍ

 - لأ يا ميرال، إنتي مش مجنونة، عشان مش كل إللي بيمرو بظروف صعبة يبقو مجانين 

تقدم خطوتين ناحيتها و آشار على ذاته

- عشان لو إنتي مُقتنعة بكدة، يبقى أنا كمان مجنون

عقصت حاجبيها في حيرة تتسآل بشك عن معنى ما يقول حتى فسر لها 

 - أنا كمان كنت بتعالج عند دكتور نفساني 

تنهد ثم أبعد ناظريه عنها كي لا تستشعر الحزن البادي على وجهه 

 - فاكرة لما قولتلِك إن مامتي و بابايا ماتو ؟؟ 

أومأت له فأكمل 

 - مامتي و بابايا مامتوش موتة ربنا، هما إتقتلو 

صمت برهة يحاول كتم دموعه التي بدأت تفر من مقلتاه

 - كنت وقتها لسة صغير، لقيت حرامية فجأة بيدخلو البيت و بيسرقو كل حاجة بعدها بيقتلوهم، معرفش هما ليه قتلوهم، بس أنا كنت موجود، و شوفت كل حاجة، شوفتهم و هما بيموتو ... و فقدت النطق بعدها، فضلت خمس سنين أتعالج عشان أرجع أتكلم تاني، عشان كدة مكنش عندي صحاب كتير

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن