الفصل التاسع و الخمسون ( عصيان الوالدين )

375 40 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" الحب لا يُمكن تفسيره، و لا يُمكن إلا معايشته و إختباره، و مع أن الحب لا يُمكن تفسيره، فهو يُفسر كل شيء "

لا تعتقد أن الدروس التي تتعلمها من الحياة هي دروسًا مجانية، فربما لا تنفق المال من أجلها، لكنك تدفع الثمن غاليًا ...

توقفت دراجته النارية عند بناية حديثة التراث تتكون من عدة طوابق، بقي لبرهة أمام تلك البناية يراقبها بنظراتٍ حاقدة مُهددة، إنفتح باب تلك البناية ليهرع منها عماد و معه حقيبة ظهر رياضية مع ملابس رياضية يرتديها، طفق يسير بضعة خطواتٍ قطعها أحمد الذي ينتظره طيلة هذه المدة

دفعه دفعة قوية ألصقته بجدار البناية، أمسكه من تلابيبه و طفق يصيح بوجهه بعوالم مُضجرة

 - إنت فاكر إنك بقيت راجل لما عملت كدة ؟؟ فاكر إنك قدي ؟؟

حاول عماد إبعاده و فك حصاره ليردف بحيرة و سُخطٍ  دفين

 - إبعد عني أنا معملتش حاجة

شدد أحمد من قبضته و تجاهل هؤلاء الأشخاص الذين يشاهدونه و يصيحون به من النوافذ كي يتوقف

 - ولااا ... متعملش فيها عبيط ... أنا متأكد إن إنت إللي جرستني " فضحتني " في كل حتة .... عشان تنتقم للسنيورة بتاعتك مش كدة ؟؟

هنا و قد إشتعلت براثن عماد خاصة بعد أن ذكٌره بجنة، أبعده عماد بعنفٍ ليهتف بوجهه بصياحٍ و حنق 

 - متجيبش سيرتها على لسانك الزفر دا تاني ..... و الحمد لله إن إنت و صحابك إتفضحتو و إتجرجرتو في الإقسام ... و أقسم بالله لو قربت مني تاني إنت و صحابك الزبالة ما هسيبكو 

ضم أحمد قبضته و أحال لون وجهه إلى الأحمر  من شدة الغضب، لم يشعر بنفسه و هو يلكم عماد لكمة قوية جعلته يبصق الدماء من فمه، إردف بعدها بتوٌعد

 - إوعى السكينة تسرقك و تخليك فاكر إنك هتتشبحن " ستصبح قويًا " عليا، أنا جبت أخري منك و إللي حصل ده هتدفع تمنه غالي .. إنت فاهم ؟

تحرك نحو دراجته البخارية ليستقلها بنظراتٍ متوٌعدة لقاها عماد بأخرى حاقدة تحسس معها الدماء السائلة من فمه و ضربات قلبه بدأت تنبض بخوفٍ مما سيفعله أحمد، و الذي بالطبع لن يضحى هينًا أبدًا ....

______________________

أشرقت شمس يومٍ جديد و كانت رهف داخل منزلها البسيط الذي تقبع به هي و زوجها و طفلها البالغ من العُمر ثلاثة أعوام، تثب في المطبخ تجلي الصحون و تُدندن بكلمات أغنية تساعدها على تجنب الشعور بالملل، بعد بضعة دقائق إنتهت أخيرًا من جلي الصحون و جففت يداها بإحدى المناشف كي تلتقط هاتفها و تهم بالإتصال بوالدتها كما تفعل صباح كل يوم؛ وضعت الهاتف على أذنها تنتظر الرد على مكالمتها، ما إن آتاها الصوت من الجهة الأخرى حتى رسمت بسمة على وجهها و هي تقول

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن