الفصل الثالث و الأربعون ( طلاق )

386 47 7
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" في بعض الأحيان، يجب أن تُحطم كل إرتبطاتك حتى تفوز بنفسك "

عندما تبدأ لحظة الإختيار و إجتياز الصِعاب تُدرك أن الأوان قد فات، و أن البناية التي بذلت جهدًا في بنايتها ستسقط مرة واحدة على رأسِك و تُصيبك بالهلاك ...

هذا ما كانت تفكر به مايا و هي تستمع إلى ما يقوله أدهم، هل إنكشفت الحقيقة أمامه بهذه البساطة ؟ كيف لها أن تضحى بهذه السذاجة و لا تتخلص من هذه الورقة ؟ كل ما يجول بخاطرها الآن هو حمزة صغيرها، تخشى ردة فعل أدهم التي لن تضحى هينة بالمرة، وجدته يتقدم نحوها بضع خطواتٍ ليُحدق بعينيها و جسدها الذي إرتعد خوفًا، آشار على نفسه و قال بلومٍ و صياح

 - أنا تعملي فيا كدة يا مايا ؟ بعد كل إللي عملته عشانِك !! دا أنا وقفت قصاد أهلي عشان أتجوزِك، أنا فضلت سنين أقطع في لحمي عشان أعيشِك إنتي و حمزة العيشة إللي تستحقوها، و يوم ما تحصل حاجة مش بإيدي تتخلي عني بالسهولة دي !!

إزدردت غصتها و حاولت التبرير بتلعثم

 - أ .. أدهم... والله أنا عملت كدة من زعلي ... كنت فاكرة إن_

قطعها بصراخ

 - كنتي فاكرة إيه يا مايا ؟؟ .... كنتي فاكرة إني ميت ؟ ...ولا كنتي فاكرة إني مشيت و مش هرجع تاني ؟

إبتعد عنها خطوة ليقهقه بسخرية على نفسه ثم يُكمل بنبرة متألمة 

 - و أنا إللي فاكرِك مش عايزة تقربي مني عشان لسة متضايقة و مش متعوٌدة على وجودي بعد الغيبة دي، مكنتش أعرف إنِك نهيتي علاقتنا من غير ما حتى تقوليلي

بدأت تلهث بصعوبة و الدموع تتشدق بوجنتاها، إختلطت الأحرف بداخلها و لم تعد قادرة على تكوين جملة واحدة تنجدها من هذا المأزق، وجدته يتقدم مجددًا و ينظر إلى صميم عينيها بحنق إختلط بصوته المرتفع

 - عايزة تعيشي حياتِك و تتجوزي غيري و تنسيني للأبد ؟ .....إنطقي يا مايا ... كنتي عايزة إبني يعتبرني ميت و يتربى مع راجل غريب ؟

مع إرتفاع نبرة صوته إجهشت هي بالبكاء و الأنين خشية من قراره، حاولت التفوه بكلمة لكن لسانها لم يُسعفها في ذلك، تراه يتحرك أمامها متجهًا إلى حجرة حمزة و يقول متوٌعدًا

 - لو عايزة تنسيني و تتجوزي براحتك، بس حمزة هيعيش معايا، و إياكي تدخلي في حياتنا تاني

هرعت مايا نحوه بدموعٍ تنهمر على وجنتيها، خرج صوتها متوٌسلًا و هي تقول

 - أدهم أبوس إيدك إستنى، أبوس إيدك سيب حمزة

كان أدهم يقبض بذراع حمزة الذي كان يراقب ما يحدث حوله في هلع و يسأل

 - في إيه يا بابي ؟ مامي بتعيط ليه ؟

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن