بسم الله الرحمن الرحيم
" في بعض الأحيان، يجب أن تُحطم كل إرتبطاتك حتى تفوز بنفسك "
عندما تبدأ لحظة الإختيار و إجتياز الصِعاب تُدرك أن الأوان قد فات، و أن البناية التي بذلت جهدًا في بنايتها ستسقط مرة واحدة على رأسِك و تُصيبك بالهلاك ...
هذا ما كانت تفكر به مايا و هي تستمع إلى ما يقوله أدهم، هل إنكشفت الحقيقة أمامه بهذه البساطة ؟ كيف لها أن تضحى بهذه السذاجة و لا تتخلص من هذه الورقة ؟ كل ما يجول بخاطرها الآن هو حمزة صغيرها، تخشى ردة فعل أدهم التي لن تضحى هينة بالمرة، وجدته يتقدم نحوها بضع خطواتٍ ليُحدق بعينيها و جسدها الذي إرتعد خوفًا، آشار على نفسه و قال بلومٍ و صياح
- أنا تعملي فيا كدة يا مايا ؟ بعد كل إللي عملته عشانِك !! دا أنا وقفت قصاد أهلي عشان أتجوزِك، أنا فضلت سنين أقطع في لحمي عشان أعيشِك إنتي و حمزة العيشة إللي تستحقوها، و يوم ما تحصل حاجة مش بإيدي تتخلي عني بالسهولة دي !!
إزدردت غصتها و حاولت التبرير بتلعثم
- أ .. أدهم... والله أنا عملت كدة من زعلي ... كنت فاكرة إن_
قطعها بصراخ
- كنتي فاكرة إيه يا مايا ؟؟ .... كنتي فاكرة إني ميت ؟ ...ولا كنتي فاكرة إني مشيت و مش هرجع تاني ؟
إبتعد عنها خطوة ليقهقه بسخرية على نفسه ثم يُكمل بنبرة متألمة
- و أنا إللي فاكرِك مش عايزة تقربي مني عشان لسة متضايقة و مش متعوٌدة على وجودي بعد الغيبة دي، مكنتش أعرف إنِك نهيتي علاقتنا من غير ما حتى تقوليلي
بدأت تلهث بصعوبة و الدموع تتشدق بوجنتاها، إختلطت الأحرف بداخلها و لم تعد قادرة على تكوين جملة واحدة تنجدها من هذا المأزق، وجدته يتقدم مجددًا و ينظر إلى صميم عينيها بحنق إختلط بصوته المرتفع
- عايزة تعيشي حياتِك و تتجوزي غيري و تنسيني للأبد ؟ .....إنطقي يا مايا ... كنتي عايزة إبني يعتبرني ميت و يتربى مع راجل غريب ؟
مع إرتفاع نبرة صوته إجهشت هي بالبكاء و الأنين خشية من قراره، حاولت التفوه بكلمة لكن لسانها لم يُسعفها في ذلك، تراه يتحرك أمامها متجهًا إلى حجرة حمزة و يقول متوٌعدًا
- لو عايزة تنسيني و تتجوزي براحتك، بس حمزة هيعيش معايا، و إياكي تدخلي في حياتنا تاني
هرعت مايا نحوه بدموعٍ تنهمر على وجنتيها، خرج صوتها متوٌسلًا و هي تقول
- أدهم أبوس إيدك إستنى، أبوس إيدك سيب حمزة
كان أدهم يقبض بذراع حمزة الذي كان يراقب ما يحدث حوله في هلع و يسأل
- في إيه يا بابي ؟ مامي بتعيط ليه ؟
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romanceهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...