الفصل الثالث و العشرون ( قصة قبل النوم )

557 58 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 

" إن الماضي تفسير، و المستقبل وهم، إن العالم لا يتحرك عبر الزمن و كأنه خط مستقيم، بل إن الزمن يتحرك من خلالنا و في داخلنا "

إنصبت عيونهم على جومانا الرابضة على فراش المستشفى، عيون تترقبها بقلق و خوف، كانت والدتها تًطيل بالدعاء لها في قرارة نفسها تخشى أن يُصيبها مكروهًا ما، لكنه بعد لحظاتٍ قليلة وجدوا جومانا تفتح عينيها ببطء و ترمق المكان حولها تتعجب من وجودها هنا، إعتدلت في جلستها تمسك رأسها الثقيل و تستمع إلى صوت والدتها 

 - جومانا حبيبتي، إنتي كويسة ؟؟

بدأت الأسئلة تنهال عليها و تجعل عقلها يتشتت أكثر فأكثر ؛ فهي لا تعلم حتى متى جاءت هذا المكان، إلتفت رأسها في جميع الإتجاهات تقول بوهن و صوتٍ عاجز

 - هو أنا فين ؟؟

آجابتها هاجر

 - في المستشفى يا جومانا 

 - أيوة، إيه إللي جابني هنا يعني ؟؟

تدخلت ميرال لُتجيبها 

 - إنتي أغمى عليكي و إحنا في لوكيشن التصوير، فانا جِبتِك هنا 

إزدادت حيرة جومانا و هي تردف

 - لوكيشن إيه !! أنا مشيت من اللوكيشن لوحدي و كنت سايقة العربية 

تبادلت النظرات بينهم في حيرة أعقبتها ميرال بذعر

 - جومانا أنا كنت معاكي في اللوكيشن، هو إنتي مش فاكرة ؟؟

 - ميرال، إنتي مجيتيش معايا التصوير من ساعة ما خلصتي المسلسل

فتحوا فاههم في دهشة و طفقت ميرال تؤكد لها عما حدث صباحًا لكنها لا تبدو أنها تتذكر شيئًا، سألها والدها 

 - طب يا جومانا، إيه آخر حاجة إنتي فاكراها ؟؟

فكرت هنيهة ثم قالت

 - كنت في التصوير و خلصنا متأخر فأنا روٌحت، في الطريق كنت بتفرج على مسلسل حب للإيجار و فجأة لقيت عربية نقل بتكسر عليا، هو في حاجة حصلت بعد كدة ؟؟

بعد هذه الكلمات تيقنوا أنها لا تتذكر شيئًا عن ذاك الشهر الذي مضى، أما عن ميرال فكانت تقول لها بغضب

 - هو إنتي كنتي بتتفرجي على مسلسل و إنتي بتسوقي !! ما طبيعي لازم هتعملي حادثة

قالت آخر جملة بلوم مما جعل جومانا تغتابها هالة من الذعر و الحيرة فسألت

 - حادثة إيه ؟؟هو أنا عملت حادثة ؟؟

آجابها أحمد بصدقٍ يحمل شيئًا من الإستهزاء

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن