بسم الله الرحمن الرحيم
" يُشبه هذا العالم جبلًا مكسوًا بالثلج يُردد صدى صوتك، فكل ما تقوله سواء كان جيدًا أم سيئًا سيعود إليك على نحو ما "
قد يمقتك الناس إذا كذبت عليهم أو خدعتهم، لكنك إذا أخبرتهم بالحقيقة فإنهم سوف يمقتونك أكثر
لم تمر تلك الليلة بعد، فكانت مايا تحتل الأريكة و معها إحدى الكُتب الدراسية تقرأ منها لحمزة الجالس جوارها ينصت لها بتركيزٍ أو يجعلها تتوهم بذلك، فلطالما فضل اللعب على المذاكرة كالأطفال بعمره
- ها يا حمزة، إيه هي الحاجة إللي الشعب من كتر ما كان محتاجها بقيت تخلص بسرعة، حاجة كدة الناس كلها بتستخدمها كتير
آجابها حمزة بثقة
- الأجازة
تنهدت مايا بيأسٍ
- أجازة إيه يا حمزة !! هو الشعب محتاج أجازة فعلًا بس ده مش إللي مكتوب في الكتاب، الحاجة إللي بقولك عليها دي بيتعمل منها الهدوم و بتبقى بحرف القاف
وضع حمزة يده على ذقنه مُفكرًا لوهلة قبل أن يردف
- القماش
نفت مايا الإجابة
- لأ يا حمزة بس قربت، القماش ده بيتعمل من إيه ؟؟
- من الخيوط
قالها حمزة بسرعة مما جعل مايا تمسك جبهتها بيأس و تقول بحدة
- خيوط إيه يا حمزة !! إنت هتقولي مراحل صُنع الهدوم ؟؟
- أومل هي إيه ؟؟
- القطن يا حمزة، القطن
قالتها بعد محاولاتٍ عدة كبدت طاقتها، إستمعت إلى صوت الجرس يصدح عاليا فأخبرت حمزة أن ينتظرها حالما تفتح لذاك الزائر، ثم بخطواتها الحائرة طفقت تفتح الباب لترمق أمامها هاجر تكسوها ملامح القلق، دلفت المنزل تقول
- إلحقيني يا مايا، أنا مش عارفة أعمل إيه ؟؟
طلبت منها مايا أن تنتظر برهة حتى تطلب من حمزة أن يواصل درسه في الحجرة، بعدها أجلستها على الأريكة تسألها
- في إيه ؟؟ مش عارفة تعملي إيه ؟؟
إنفجرت هاجر أمامها
- مش عارفة ألبس إيه في العزومة، و مالك بيقولي أعدي عليكي عشان أوصلِك، و أنا مش هينفع أديله عنوان بيتي
صمتت برهة تضرب على الأرض بقدميها مع أفكارها التي تتعارك برأسها، إستقامت من شرودها تقول
- أنااا، خلاص هتصل بيه و هقوله إني مش هينفع أروح
أخرجت هاتفها و كادت تتصل بمالك إلى أن مايا إستوقفتها بكلماتها الحانية
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Roman d'amourهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...