بسم الله الرحمن الرحيم
" العشق ليس مجرد شعور حلو مُقدر له أن يأتي و يذهب بسرعة "
تجرفك أمواج الحياة إلى أماكن لا تعرف ماهيتها و كيف وجدت نفسك بها، لكنك بشكلٍ أو بآخر تتعايش مع تلك الأماكن و تتطبع بطباعها، تجد نفسك قد نسيت تمامًا ما كانت عليه حياتك السابقة ..
رسمت إبتسامة على وجهها و هي تدلف المطعم بأوعية رسمية أنيقة جمعت ما بين الأناقة و الحشمة، تضع أحمر شفاهٍ قانٍ على شفتاها كي يُبرز إبتسامتها الزائفة، تركت شعرها منسدلًا على كتفها بطريقة مرتبة أظهرت برائتها و جمالها، تطرق بحنوٍ على باب المكتب قبل أن تدلفه و تأخذ نفسًا عميقًا قبل أن تخط بقدماها ناحية المقعد الذي ستجلس عليه
جلست بإبتسامة مصطنعة أخفت معها قلبها الذي يتسارع دقاته و يداها التي لم تتوقف عن الإرتجاف
- إزي حضرتك يا مستر رشدي، حضرتك طلبتني ؟؟
تفحصها رشدي بعناية و نظراتٍ ثاقبة جعلتها تزداد توترًا و إرتباكًا لتشعر بلهيبٍ يحتل خواصها
- إنتي أكيد عارفة إن أنا بقيت مدير المطعم، مش كدة ؟؟
أومأت إيجابًا فأكمل
- و عارفة طبعًا إن في ناس هتمشي و ناس جديدة هتيجي عشان النظام بتاعي مختلف عن مايا
أنهى حديثه بإستحقار عندما ذكر إسم مايا، طالعته هاجر بوجه عابس أجادت صنعه و هي تتحدث بإستعطافٍ
- يعني حضرتك هتمشيني ؟؟
أحنت رأسها بشجنٍ و أكملت بعبوسٍ كي تؤثر عليه
- دا أنا كنت فاكرة إنك هتكون أحسن من إللي إسمها مايا، أصلها مكنتش بتديني مرتبي و كانت بتجبرني أقعد و أتكلم معاها عشان تقل مني، دي كانت بتسيبني أتولى كل حاجة في المطعم و هي مكنتش بتيجي أصلًا، مع إني والله كنت بحاول أعاملها كويس على قد ما أقدر، دا أنا كمان إللي رفعت سمعة المطعم ... بس خلاص بقى .... طالما ده قرارك فأمري لله بقى
كادت تهرع من المكتب لكن حديثها قد توغل إلى قلبه خاصة مع صوتها البريء و دموعها الزائفة؛ إستوقفها مطمئنًا
- إستني يا أنسة هاجر
إبتسمت بخبث قبل أن تلتفت له و تجده يتحدث بإبتسامة هادئة تتفحصها
- أنا كنت هقولِك إن الشغل بتاعِك عجبني، و متأكد إنك هتحافظي على المطعم، أنا حتى إرتحتلِك من ساعة ما شوفتِك
إتسعت بسمتها و قالت بلهفة و غير تصديق
- بجد !! يعني حضرتِك مش هتمشيني ؟؟
أكد على قراره بشجن و غزل حقير
- و هو في حد يبقى عنده الجمال ده كله و يمشيه
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romanceهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...