الفصل الرابع عشر ( إنها كاذبة )

556 53 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 

" إن الوسيلة التي تُمكنك من الإقتراب من الحقيقة أكثر، تكمن في أن يتسع قلبك لإستيعاب البشرية كلها "

نظن أننا نكذب طيلة الوقت لنُحافظ على علاقاتنا بمن حولنا، لكننا لا نعرف أن كل كذبة نكذبها تجعل تلك العلاقات تتفكك تدريجيًا..

لا تزال أصوات الحركة تضرب آذانهما، يلتصق يوسف و ميرال بالحائط كمحاولة جاهدة لعدم ظهورهما، كانت أنفاسهما تتلاحق بصعوبة لا يعرفا كيف يتركا ثُكنتهما و يحضرا الهواتف من الغرف كي يتصلا بالشرطة، لاحظا أن أصوات الأقدام تتجول في المنزل بحثًا عن شيءٍ ما، همست ميرال بآذن يوسف

 - دول بيدورو علينا 

سألها يوسف مستفسرًا بصوتٍ هامس

 - هنطلع نجيب  الموبايلات إزاي ؟؟ لازم نكلم البوليس

آجابته بصرامة إمتزجت بثقتها

 - روح الأودة إتصل بيهم و أنا هأمن ضهرك

دفعته بتروٍ كي يتحرك بينما كانت هي تنظر يمينًا و يسارًا و تسير بخطواتٍ ناعمة، سارا بضعة خطواتٍ جعلت أحد اللصوص يستشعر وجودهما و يركض نحو إتجاههما 

كان وجه اللص يعتليه شرارة غاضبة خاصة و هو ينقض على ميرال و يصوٌب فوهة السلاح على رأسها، إلتفت كل من يوسف و ميرال نحو هذا الرجل لتتصلب أهدابهما و يضحيا كالصنم أمامه، آشارت ميرال ليوسف أن يبتعد عنها قليلًا كي تلكم الرجل و تنتشل سلاحه، صاحت ليوسف بأعلى صوتها 

 - إجري يا يوسف 

ركض يوسف على الدرج حتى وصل ردهة واسعة سار فيها بخطواتٍ سريعة كي لا يُلاحظ أي شخصٍ وجوده، مع ذلك إعترضه رجل آخر ضخم البنية حاول تكبيله لكن يوسف أبعده بعنفٍ ليسقط على الأرض لوهلة و يستقيم بعدها أكثر غضبًا ليلكم يوسف الذي حاول تفادي الضربة و ظلٌ يتعارك معه لفترة، إخترقت أذناهما صوت طلقاتٍ نارية تقترب من الرجل ؛ أبعد الرجل عيناه عن يوسف ليعرف مصدر هذه الطلقات التي تبغي الفتك به، أخذها يوسف فرصة كي يدفعه بعيدًا و يهرع إلى الحجرة يلتقط الهاتف و يتصل بالشرطة

على الجهة الآخرى كانت ميرال تمسك بالسلاح بعد أن آصابت منه طلقاتٍ عشوائية جعلت قلبها ينبض إرتعادًا، إنقض عليها أحد الرجال يحاول نزع السلاح منها لكنها ضربته بمرفقها و بدأت تركله بقدمها مما جذب رجلين آخرين نحوها يُحجما حركتها أكثر كي لا تستطيع الهرب منهم

في تلك اللحظة، ظهر يوسف مجددًا و هوي بإحدى العصي على ظهر رجل كاد يقترب من ميرال ؛ سقط الرجل مغشيًا عليه و كانت ميرال تلهث رعبًا

 - إنتي كويسة ؟

كان هذا سؤال يوسف لميرال التي آجابته بثقة تصنعتها 

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن