الفصل الحادي و السبعون ( لقيت مصرعها )

435 42 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" ود لو يغيب عنه وعيه، ود لو ينسى كل شيء فما يشعر بشيء، ثم يستيقظ بعد ذلك و يستأنف حياة جديدة "

مالي آرى الأزهار و الأشجار من حولي و كأن حياتي نعيمًا، لكنني أُصدم حينما أدرك أن تلك الأزهار و الأشجار ما هي إلا وهم ليس إلا...

 - ميرال في خطر إزاي ؟؟ عرفتي منين الكلام ده ؟

خرجت تلك الأسئلة بذعرٍ من جوف مايا التي كاد قلبها ينفطر من القلق عليها كما كانت هاجر أيضًا، طفقت جومانا تقص عليهما ما حدث صباحًا و ما استنتجته :

 - زي ما بقولوكو كدة، ميرال في خطر، لما رجعت البيت لقيتها كاتبة عنوان على ورقة صُغيرة، أخدت الورقة و روحت العنوان المكتوب، لما سألت البواب قالٌي إن صاحب الشقة واحد اسمه سعيد و قالٌي كلام غريب كدة مصدقتش منه حاجة ... فنزلت الدور إللي تحت و سألت واحد من السكان، و هو دالني على صاحب العمارة إللي عارف كل سكانها، فروحتله سألته و مش هتتخيلو قالٌي مين صاحب الشقة

سألا بنفسٍ واحد :

 - مين ؟

 - لُبنى جابر عبد الصمد

اتسعت حدقتاهما في صدمة من هذا الحديث و لو أنهما شِبه متيقنتانٍ أن هذه الحية وراء كل هذه الكوارث، ربما تلك الفترة السابقة كانت ما تُسمى بالهدوء الذي يسبق العاصفة، سألت هاجر بشكٍ :

 - إنتي قصدِك لُبنى_

قطعتها جومانا لتؤكد شكوكها بثقة :

 - أيوة هي، أكيد عملت حاجة لميرال 

أطالت مايا التفكير لوهلة حتى إردفت بصدمة :

 - جماعة إنتو مش واخدين بالكم من حاجة ؟ ... اسمها الثلاثي ده مش غريب عليا، حاسة إني سمعته قبل كدة بس مش فاكرة إمتى

عقصت جومانا حاجبيها بحيرة و هي تسألها :

 - قصدِك إيه ؟

لم تُجبها مايا و أخرجت هاتفها لتعبث به لفترة لتتأكد من هذه الشكوك، فتحت فاهها في صدمة ما إن رآت هذه الحقيقة التي أمامها :

 - إلحقو ... لُبنى دي شكلها أخت شريف

رمقنها بصدمة و طفقا يتسآلان بحيرة عما تتحدث عنه، ألقيا حدقتاهما داخل شاشة هاتفها حيث تُشير بإصبعها على إحدى الأخبار القديمة التي تعرض اسم شريف الثلاثي و الذي يُشبه تمامًا اسم لُبنى، كذلك تقارب الشبه بينهما جعلهن يُدركن كم هن مغفلاتٍ لعدم انتباههن من البداية، حالت بينهن برهة من الصمت يمتصن فيها هذه الصدمة لتردف هاجر بقلق قد ازداد أضعافًا :

 - إحنا كدة لازم نبلغ

لم تكد تُنهي جملتها حتى وجدوهم يهرعون من بوابة المشفى و الذعر ينطلي على وجوههم، على الرغم من عجز يوسف و جرحه الذي ما زال يؤلمه، إلى أنه من شدة القلق وجد قدماه تدفعانه خارج المشفى عازمًا على البحث عنها بكل مكانٍ بالمنطقة، حتى أنه تجاهل عُمر و إياد اللذان يحثانه على الابطاء من سيره خشية من أن ينفتح الجرح مجددًا...

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن