الفصل الخامس ( فرصة حلوة )

1K 73 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" كل واحد منا هو عبارة عن عمل فني غير مكتمل يسعى جاهدًا للإكتمال "

تُشبه حياتنا سيارة صغيرة تسير على ممر وعرٍ و نحن بداخلها، لكن من يتحكم في قيادة هذه السيارة هو القدر، أما نحن فنجلس في صمتٍ لا نفقه إلى أين سنذهب، فنحن لا نستطيع توجيه القدر، لكن ما الذي سيحدث إذا فتحنا باب السيارة و قفزنا منها دون تفكير ؟؟ من الممكن أن تُصاب أجسادنا بآلام عدة، لكننا في النهاية سنُصبح أحرارًا

إستوطنت مايا قاعدة الطاولة بجوار هاجر يستمعان إلى رجلٍ ذي بزة أنيقة أمامه حفنة من الأوراق، كانت مايا تُصغي له بإمعانٍ شديد لأنه يتحدث عن الإعلان الخاص بالمطعم، فكان حديثه لا يخلو من الثقة و التبختر ...

 - حضرِتك أنا بعون الله، هعملك أحسن إعلان ممكن تشوفيه، بس الأول هحتاج من حضرتِك تختاري فكرة من الفكرتين إللي أنا محضرهم و إللي هقولهم دلوقتي ..

آشارت له مايا بالبدء فعدل من قامته قبل أن يتلو 

 - الفكرة الأولى مستوحاة من rataouille حضرِتك عرفاه ؟؟

عقصت هاجر حاجبيها في حيرة تسأل معها

 - تقصد الكرتون بتاع الفار الطباخ ؟؟

آعاد ظهره للوراء مؤكدًا

 - بالظبط كدة، بس الإعلان بقى هنخلي فبه واحد بيدخل المطعم و بينزل قدامه وجبة لذيذة، و هو لما ياكل الوجبة دي هيبدأ يرجع لذكريات الماضي الجميل و الأيام الحلوة، فالناس بقى لما تشوف الإعلان هتعوز تروح المطعم عشان يوٌصلها نفس الإحساس،  هي دي الفكرة الأولى 

كان الرجل يُمثل فكرة الإعلان مما جعل عوالمهما تتمليء حيرة و غرابة، إستفسرت مايا بقولها 

 - أيوة بس إحنا مش بنعمل إعلان عن الأكل، إحنا عايزين إعلان عن المطعم نفسه، مش الوجبات إللي فيه

رمق الرجل الأوراق الموضوعة أمامه و شرع يتفحصها و يقول بثقة 

 - يبقى كدة حضرتِك هتحبي الفكرة التانية، أصلها بتحكي عن واحد قاعد في بيته زهقان من الدنيا و إللي فيها، فبالصدفة بقى هيقع في إيده مصباح علاء الدين _

قطعته مايا بإعتراض

 - ثانية واحدة، و إيه إللي هيجيب مصباح علاء الدين ؟؟

آجابها بتحضرٍ مُصطنع 

 - عشان مصباح علاء الدين ده هيحقق للولد أمنيته و هيخليه يروح المطعم فلما يروح بقى هيحب الدنيا من تاني 

تسمرت مايا مكانها و كل ما يدور بخاطرها في تلك الأثناء هو : هل تمزح معي ؟؟ هذه الإعلانات لا تستطيع حتى أن تُقنع أطفالًا، أوقفت الإجتماع بإبتسامة هادئة تُخفي وراءها كمًا من الضجر، قالت بعدها بوٌدٍ

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن