الفصل الرابع و الستون ( كان يخدعها )

380 40 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" أن يُخطيء المرء في طريقه أفضل من أن يسير بشكلٍ صحيح في طريق شخصٍ آخر "

هذه هي الحياة، شِئنا أم آبينا، لن نتعلم فيها دون أن نُخطيء، و لن ننجح دون أن نفشل، و لن نتعافى دون أن نتألم، و لن نُحب دون أن نفقد ...

بزغت شمس يوم جديد غطت على هذه العُتمة، تستوطن ميرال إحدى المقاعد بالمطعم و جوارها يوسف ينتظران هذين الرجلين اللذان تحدثت ميرال عنهما مُسبقًا، كانت اللهفة رفيقة ميرال بينما الحيرة هي كل ما غطا على تعبيرات يوسف بسبب تعجبه من لهفة ميرال  

ما هي إلا برهة حتى ظهر أمامهما رجل يرتدي كنزة زيتية أبرزت عضلات جسده مع قلادة فضية زينت رقبته، عليهما بنطال فضفاض من الجينز يتناسق مع جسده فارع الطول و منكبيه العريضين نسبيًا، كان معه رجل آخر أقصر بعض الشيء ذا بشرة سمراء و قميصٍ أبيض فُتحت أزراره الأولى و بنطال بُني بسيط الصيحة، على الرغم من ملامحهما الغليظة بعض الشيء كانا يرسمان بسمة على وجهيهما و هما يقتربان من ميرال و يوسف يصُبا تركيزهما على ميرال التي كانت تطالعهما ببسمة واسعة مُحملة بالإشتياق لا تبالِ بيوسف الذي إزداد غليانه و حيرته

 - صباح الفل يا عين الصقر، ليكي وحشة والله

قالها إحدى الرجلين لميرال التي وثبت من مضجعها تكاد تضرب كفها بكفه لكن يوسف منعها بحدة ليُصافح هذا الرجل ببسمة صفراء و أعينٍ نارية

  -صباح الخير، أنا يوسف جوزها 

تعجبت ميرال من رده الجاف و شعرت بلمحة التحكم في تصرفاته لكنها تجاهلتها و وجهت حديثها للرجلين بسعادة

 - إزيك يا بظبظ إنت و حنفي، و الله كان نفسي أكلمكم من بدري عشان نتقابل

شعر يوسف بالغيظ من حديثها فوجه لها نظرة نارية إردف معها

 - مين دول إللي تقابليهم !!

تلاشت إبتسامة ميرال و هي تقول ببساطة

 - في إيه يا يوسف، دول صحابي من و أنا صغيرة و إنت عارف كدة كويس

إحتدت نبرة يوسف و هو يهتف بوجهها بغيرة

 - إياكي تقوليلي دول صحابي دي تاني، إنتي ناسية إنِك متجوزة ولا إيه ؟

صكت ميرال على أنيابها و طفقت تهاجمه لتُثير حنقه

 - لا بقى هما صحابي، و أنا أعرفهم قبل منك، و حِسك عينِك تعلي صوتك عليا تاني بدل ما أشوٌهلك وشك

هتف يوسف بوجهها ردًا على تهديدها

 - الكلام ده كمان زمان، تهديداتِك دي دلوقتي متفركش معايا بنكلة

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن