الفصل الخمسون ( سنأتي بحقه )

489 46 8
                                        

بسم الله الرحمن الرحيم

" الوعي بالعدم و ليس ما نتطلع لتحقيقه هو الذي يُبقينا نواصل الحياة "

تشق سيارة فارهة طريقًا صحراويًا تحفه الرمال من جوانبه، رمال إنعكست عليها أشعة الشمس لتجعلها أشبه بالذهب الخالص، تجلس مايا على مقعد القيادة تصب تركيزها على الطريق امامها، بينما جلست ميرال جوارها ترتشف عصير البرتقال المُعلب أثناء تأملها للطريق، كانت الأجواء هادئة على عكس ما كانت عليه أثناء سفرهم، آرادوا البقاء لأيام أكثر لكن مشاغل الحياة تمنعهم من ذلك، قطعت جومانا هذا الصمت بقولها

 - تفتكرو هعرف أكمل مع عُمر ؟

تعجبوا من هذا السؤال الذي يحمل الشك و اليأس في طياته، سألتها هاجر بحيرة

 - ليه بتقولي كدة ؟ 

آجابت جومانا بتبرير

 - أصله عُمره ما قالي كلمة حلوة، ساعات بحس إن أنا بحبه أكتر ما هو بيحبني

علقت ميرال على حديثها مستذكرة

 -  ياااه، الجملة دي نفس إللي بيقولهالي يوسف بالظبط

عقبت مايا على حديث ميرال

- ما إنتي أصلِك عاملة زي الخشب، و الواد يعيني رومانسي و مش عارف ياخد فرصته

تدخلت جومانا في حديثهما بتذمر

 - أيوة عُمر بقى عُمره ما شممني ريحة الرومانسية، و عمره ما قالٌي شكلِك حلو حتى

قهقهت ميرال على حديثها بسخرية أعقبتها بقول

 - هو ده إللي مضايقِك !! دا يوسف لما يقولي كلام حلو بهزقه

أخذت رشفة من العصير ثم أكملت

 - يإما بجيبله شلل حاجة من الإتنين

تدخلت هاجر لتدلي رأيها و تنهر ميرال

 - ما إنتي كمان لوح زي إللي إسمه عُمر ده، إنتو الإتنين ملكوش في السهوكة

إعترضتها جومانا مدافعة عن عُمر

 - بس عُمر مش زي ميرال، عُمر حنين أكتر

علقت مايا مستنتجة

- ما يمكن بيتكسف، عادي يعني، هو شكله محترم و غلبان فعادي يتكسف من حاجات زي كدة

قطبت حاجبيها في تذمرٍ و حيرة إنطليت على كلماتها 

 - بيتكسف !! يعني يوم ما أقع على واحد يكون بيتكسف، دا أنا كنت بكراش على خمستاشر واحد و انا في ثانوي

رفعت هاجر حاجبيها بذهول قالت معه

 - خمستاشر مرة واحدة !! إنتي بتتكلمي بجد ؟

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن