بسم الله الرحمن الرحيم
" الحب هو للذين يبحثون عن هدف أو سبب في هذا العالم الذي يجري بسرعة كبير، لكن ماذا عن الذين تخلو عن ذلك منذ أمدٍ بعيد ؟ "
عندما تستيقظ سعيدًا تشعر وكأن حياتك بسيطة خالية من التعقيدات، تتنسم الهواء براحة و تُطرب أذناك عندما تستمع إلى شجار العصافير و هي تتعارك على قوت يومها، هكذا كانت ميرال و هي تهرع من حجرتها ترتدي ملابسها الأنيقة و ذات الألوان المُبهجة على غير العادة، كانت مستعدة للذهاب إلى الجامعة فيما بعد، لكنها قررت أن تتمتع بهذا الوقت الباكر قبل أن يحين مِعاد المحاضرة الأولى، تُزين البسمة ثغرها و هي تُغني ببهجة
- شخبط شخابيط، لغبط لغابيط ، مسك الألوان و رسم على الحيط ...
بقيت تُغني هذه الأغنية التي لا تمت للبهجة بصلة، فهي لا تُحب الأغاني و لا تستمع لها كثيرًا، إرتمت على أريكة البهو و كان أحمد جوارها يستمع إلى غناءها و يتعجب من هذه البهجة التي نادرًا ما تضحى عليها
- دا إيه الروقان إللي على الصبح دا !! أول مرة أشوفِك بتغني
تمددت ميرال على الأريكة و هي تُجيبه براحة
- أصل أنا صاحية مبسوطة أوي
عقص أحمد حاجبيه و قال متعجبًا
- فرحانة و بتغني شخبط شخابيط !! أومل لو متضايقة هتغني إيه ؟؟ بوس الواوا ؟؟
لم تُجبه ميرال كي لا يُعركل صفوها، بقيت تُتمتم بتلك الأغنية و هي تنتشل جهاز التحكم و تفتح التلفاز، بعد فترة من الصمت إقترب منها أحمد ليضحى قريبًا منها، سألها مستفسرًا
- بقولِك إيه يا ميرو، بما إنِك يعني أذكى واحدة في العيلة، ممكن آخد رأيِك في حاجة ؟؟
- أه طبعًا، إتفضل
قالتها ميرال بوٌدٍ غير مُعتاد و هي تُقلب في قنوات التلفاز، إستمعت إلى سؤاله الذي كان
- هو بما إن الدولار بيغلى كل يوم و كدة، لو أنا معايا حبة فلوس بالمصري و قومت محوٌلهم لدولارات، هل الفلوس دي إللي إتحوٌلت لدولارات سعرها هيزيد مع الوقت و الفلوس تكتر ؟؟
إلتفتت له ميرال تتعجب من هذا السؤال الغبي و لاتعرف كيف تُجيبه، بل حتى لم تلحق أن تدلي بجواب لأن جومانا هرعت نحوهما بسرعة من المطبخ تستنجد بهما
- ميرال إلحقيني أنا في مصيبة
غطت ميرال رأسها في يأس و هي تقول متأففة
- هو إنتي ميجيش منِك غير المصايب !!
وثبت جومانا أمامها تحجب عنها رؤية التلفاز و تقول بذعر
أنت تقرأ
قلب محظور ( مكتملة )
Romantizmهناك قلوب تحيا لتكتنفها نفحات العشق و الحنان ، و هناك آخرى تسعى لنيل المجد و المكانة بين الناس ، لكنني تركتهم جميعهم و إخترت أن أحكي عن تلك القلوب المشتتة التي لا تعرف ذاك الممر الوعر الذي ألقيت به ، فلا هي قادرة على إكماله و لا هي قادرة على العودة...