الفصل الرابع و العشرون ( أوقعت نفسها في مأزق )

597 58 8
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" الحب هو للذين يبحثون عن هدف أو سبب في هذا العالم الذي يجري بسرعة كبير، لكن ماذا عن الذين تخلو عن ذلك منذ أمدٍ بعيد ؟ "

عندما تستيقظ سعيدًا تشعر وكأن حياتك بسيطة خالية من التعقيدات، تتنسم الهواء براحة و تُطرب أذناك عندما تستمع إلى شجار العصافير و هي تتعارك على قوت يومها، هكذا كانت ميرال و هي تهرع من حجرتها ترتدي ملابسها الأنيقة و ذات الألوان المُبهجة على غير العادة، كانت مستعدة للذهاب إلى الجامعة فيما بعد، لكنها قررت أن تتمتع بهذا الوقت الباكر قبل أن يحين مِعاد المحاضرة الأولى، تُزين البسمة ثغرها و هي تُغني ببهجة 

 - شخبط شخابيط، لغبط لغابيط ، مسك الألوان و رسم على الحيط ...

بقيت تُغني هذه الأغنية التي لا تمت للبهجة بصلة، فهي لا تُحب الأغاني و لا تستمع لها كثيرًا، إرتمت على أريكة البهو و كان أحمد جوارها يستمع إلى غناءها و يتعجب من هذه البهجة التي نادرًا  ما تضحى عليها 

 - دا إيه الروقان إللي على الصبح دا !! أول مرة أشوفِك بتغني 

تمددت ميرال على الأريكة و هي تُجيبه براحة

 - أصل أنا صاحية مبسوطة أوي 

عقص أحمد حاجبيه و قال متعجبًا

 - فرحانة و بتغني شخبط شخابيط !! أومل لو متضايقة هتغني إيه ؟؟ بوس الواوا ؟؟

لم تُجبه ميرال كي لا يُعركل صفوها، بقيت تُتمتم بتلك الأغنية و هي تنتشل جهاز التحكم و تفتح التلفاز، بعد فترة من الصمت إقترب منها أحمد ليضحى قريبًا منها، سألها مستفسرًا

 - بقولِك إيه يا ميرو، بما إنِك يعني أذكى واحدة في العيلة، ممكن آخد رأيِك في حاجة ؟؟

 - أه طبعًا، إتفضل

قالتها ميرال بوٌدٍ غير مُعتاد و هي تُقلب في قنوات التلفاز، إستمعت إلى سؤاله الذي كان

 - هو بما إن الدولار بيغلى كل يوم و كدة، لو أنا معايا حبة فلوس بالمصري و قومت محوٌلهم لدولارات، هل الفلوس دي إللي إتحوٌلت لدولارات سعرها هيزيد مع الوقت و الفلوس تكتر ؟؟

إلتفتت له ميرال تتعجب من هذا السؤال الغبي و لاتعرف كيف تُجيبه، بل حتى لم تلحق أن تدلي بجواب لأن جومانا هرعت نحوهما بسرعة من المطبخ تستنجد بهما 

 - ميرال إلحقيني أنا في مصيبة 

غطت ميرال رأسها في يأس و هي تقول متأففة 

 - هو إنتي ميجيش منِك غير المصايب !!

وثبت جومانا أمامها تحجب عنها رؤية التلفاز و تقول بذعر

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن