الفصل الثامن و الستون ( طلق ناري )

409 40 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" الشيطان يتدخل عندما يخفق الذكاء "

لم أعهد بحياتي شخصًا بفظاظة الحُزن، فهو لا يكتفى بأنه يقتحم المنزل دون أن يستأذن، بل حتى يقوم بطرد السعادة ليستحوز على كل شِبر بالمكان وحده ...

لا يزال قعيد فراشه يشعر بألمٍ جثيمٍ يُفتك بظهره رغم مرور بعض الأيام، بخلاف قدماه اللتان فقد الشعور بهما تمامًا، يالله !! كيف سأواصل حياتي و أنا على هذا الفراش المقيت، ألست صغيرًا على العجز هذا ؟؟ 

لديه رغبة عارمة في الصراخ و إذراف الدموع من شدة الألم و القهر، لكنه ما إن لمح طيفها حتى تلاشت هذه الرغبة و حلٌ محلها إبتسامة هادئة قابلتها هي بمثيلتها قبل أن تسحب إحدى المقاعد و تجلس جواره

 - عامل إيه دلوقتي ؟

قالتها ميسون بصوتٍ ناعمٍ حمل معه لمحة من القلق، حاول أحمد طمأنتها رغم الآلام التي يعانيها 

 - حاسس إني ملزوق مكاني و مش قادر أتحرك، بس لما شوفتِك بقيت أحسن

إتسعت بسمتها إثر حديثه ثم واسته مجددًا

 - إن شاء الله هترجع زي الأول و احسن كمان، بس الصبر

أومأ متفهمًا ثم أشاح بنظره عنها و هو يقول ببعض السخرية على ذاته القديمة 

 - الصبر ... الحاجة الوحيدة إللي مكنتش بآمن بيها .... دلوقتي بقى مفروض عليا

حزنت على وضعه فحاولت التخفيف عنه بقولها

 - صدقني الأيام هتعدي و إنت مش هتحس بيهم، هتلاقي نفسك فجأة بتمشي تاني 

إعتدلت في جلستها  و هي تقص عليه كي تبثه بعض الأمل

 - تعرف .. أنا لما كنت في المصحة كنت زيَك كدة، كنت فاكرة إن مفيش حاجة هتعدي ... بس إكتشفت إنك لو فضلت محافظ على إيمانك، ربنا مش هيخذلك أبدًا 

رمقها بنظرة عابرة و إبتسامة متشفية ممتنة من محاولاتها و حديثها الذي يطرب فؤاده، بعد فترة من الصمت ترجم أحمد إمتنانه بقوله

 - شكرًا 

كلمة بسيطة إستطاعت أن تُعبر عن كم الإمتنان الذي يكنيه بداخله، لكنها سألتها ببلاهة 

 - شكرًا على إيه ؟

- على إنِك فضلتي جنبي رغم كل إللي حصل

أحنت رأسها في خجلٍ خبأت معه إبتسامتها الخجولة، بقي يتأمل ردة فعلها البريئة و الخجولة في صمتٍ حتى تذكرت هي ما أتت لأجله و إتجهت نحو حقيبتها تُخرج منها بعض الكُتب المدرسية لتردف بعدها بمرح و نبرة مُشجعة 

 - خلتني أنسى ... 

عاودت الجلوس مكانها و هي تقول بتقرير

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن