الفصل التاسع و العشرون ( عرِفت الحقيقة )

578 51 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" كما يحتاج الصلصال إلى حرارة عالية ليشتد، فالحب لا يكتمل إلا بالألم "

حين إلتقيتكَ، كنتُ كالوردة الذابلة التي تشققت تربتها من شدة الجفاف، لكنك حينما إحتويتني و جعلتني ضلعًا من أضلعِك، وجدت المياه تنسكب على رأسي فآعادت لي النضج و الحياة، فيكفي أن تبقى معي و تحتوينني حتى لا أذبل مجددًا 

حلٌ الليل بديجوره و أضحى السواد في كل مكان، كانت مايا في تلك اللحظة داخل المطعم بعد أن تم إغلاقه و رحل الزبائن، فرغت من طهي إحدى الوجبات لتضعها على الطاولة و تتناولها مع رفاقها، وثب إياد أمامها يتفحص الطعام بذهولٍ و البسمة تعتلي ثغره، ناولته مايا الملعقة كي يتذوقها و يُخبرها برأيه، كانت الوجبة شهية لدرجة تجعله يهيم بمذاقها و هو واثب مكانه ؛ فمايا ماهرة بالطهو كوالدها بالضبط، كانت تلك أول مرة يتناول فيها طعام من يدها لذلك قال بإذبهلال 

 - واو، دا حلو جدًا

إتسعت إبتسامة مايا لكنها صبغتها بالتعالِ لتُقلده

 - طبعًا، ما أي حاجة بعملها لازم تكون حلوة 

لاحظ أنها تُقلده فرفع حاجبيه مع إبتسامة بسيطة قال معها 

 - إيه ده !! دا إحنا بدأنا نلقط كمان 

حادثته بكبرياء 

 - أومل إنت فاكر إيه

أمسكت بالصحن تناوله إياه و هي تقول آمرة

 - خُد وٌدي الطبق دا هناك

أخذ منها الصحن مُردفًا 

 - كمان بتشغليني عندِك

قهقهت بخفة كي تشاكسه بينما إمتثل هو لأمرها و إتجه بالصحن نحو الطاولة ليضعه عليها كما ذهبت هي وراءه تضع باقي الصحون، كانت ميرال تجلس على الطاولة برفقة يوسف و جوارهما جومانا و على الناحية الأخرى كانت تجلس هاجر و بجوارها حمزة، جلست مايا جوار حمزة و بعدها جلس إياد بالقرب منها، بدأت هاجر السؤال لجومانا 

 - مقولتيش لعُمر ييجي ليه ؟؟

آجابت جومانا أثناء تناولها لقطعة من القثاء الطازجة

 - عنده حالة صعبة، بيعملٌها أبحاث 

أومأت في تفاهم ليُكملوا تناول الطعام و التسامر فيما بينهم، وثبت ميرال من المقعد بعد إن إنتهت و قالت مُعتذرة 

 - أنا لازم أروٌح ؛ عندي تكليف هيتسلم بكرة و لسة مخلصتوش 

وثبوا جميعهم يودعونها و كان سيرحل يوسف معها لكنها أردعته

 - خليك يا يوسف لو عايز، متقلقش هنتكلم لما أخلص إللي ورايا، و أهو بالمرة تتعرفو على بعض 

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن