الفصل الخامس عشر ( حريق )

566 51 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" ليس من المتأخر مطلقًا أن تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها ؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل ؟؟ "

في بعض الأحيان أشعر و كأنني في حلمٍ طويلٍ و أن ما يحدث حولي هو مجرد وهم يختلقه عقلي، فحتى الصراخ و الأنين لم أعد قادرة على إطلاقهما، هل ما أعايشه حلم و أنا في غيبوبة طويلة الأمد ؟ أم أنه كابوس ليست له نهاية ؟ ...

أغلقت دفترها بعد أن دوٌنت تلك الكلمات، وضعته داخل خزانة صغيرة تقبع جوار الفراش، جلست بعدها تُحدق في تلك القلادة بتآلمٍ و كأن الدمعة ستخونها و ستفر من مضجعها، طفقت تُحادث نفسها بألمٍ

 - ياريتك كنتي موجودة عشان أحكيلِك إللي حصل

ظهرت فتاة ترتدي ثيابًا بسيطة تُربت على كتف ميرال من الخلف و تتفوٌه بطمأنينة 

- أنا معاكي يا ميرال 

إلتفتت ميرال تُحادثها بدهشة و إبتسامة مُبهجة

 - فريدة !! وحشتيني أوي، بقالي كتير مشوفتكيش 

بادلتها فريدة بإبتسامة أخرى

 - و إنتي كمان وحشتيني، بس إنتي لازم تاخدي الدوا

عارضتها ميرال بحزن 

 - أنا كدا مش هشوفِك تاني 

وضعت فريدة يدها على كتف ميرال و حدقت بعينيها بعمق قالت معه

 - متخافيش، أنا هفضل معاكي 

كادت تُجيبها ميرال لكنها إنتفضت فجأة إثر صوت الباب الذي إنفتح على مصراعيه لتدلف منه جومانا، إختفت فريدة من الوجود و كأنها تبخرت، فهي ليست حقيقية بالمعنى الأدق، وٌبختها ميرال على دخولها دون إذن لكن جومانا أخذت الأمور ببساطة و طفقت تُحدق بتلك الحقيبة المليئة بالنقود التي كانت على الفراش 

 - إيه الفلوس دي كلها ؟

مدت يدها تلتقط رُزمة من النقود الخضراء تتفحصها بينما كانت ميرال تضب حاجيتها و تُجيب 

 - دا الورث إللي أنا أخدته

تجهمت ملامح جومانا أثناء قولها 

 - ورث !! هو في حد من عيلتنا مات ؟

أردعتها ميرال بقولها 

 - لأ طبعا، و بعدين لو في حد من عيلتنا مات أنا هورثه ليه ؟

 - أومل الورث دا من مين ؟

آجابتها بكل بساطة 
 - بتاع رضوان بيه ، أصلي نسيت أقولوكو إنه كتب فلوسه بإسمي أنا و يوسف عشان متروحش لأخوه، إتنازلٌنا عن كل أملاكه

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن