الفصل السابع و الثلاثون ( مذكرات )

487 51 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 

" إذا كنا نتناول الطعام نفسه، و نغني الأغاني الحزينة ذاتها و نؤمن بالخرافات عينها و نحلم بذات الأحلام، فلم لا نكون قادرين على العيش معًا ؟؟ "

هل تخيلت يومًا أن يتولى الخوف زمام الأمور ؟ تجده يسيطر على جسدِك فجأة و يتحكم بتصرفاتِك ليجعلنا نصدر قراراتٍ لا نعي من أين جاءت، لكن الأكيد أن تلك القرارات تدمر حياتنا بأكملها ..

 - و ياترى بقى عارف إنِك قتلتي ؟؟

تلك الجملة التي جعلت ميرال تمثالًا من الشمع بعد أن سقطت حقيبتها و سيطر الدوار على رأسها، إلتفتت لها بغير تصديق لما تقوله تلك الحية، بل و من أين أتت بتلك الكلمات و الحقائق

 - إنـ ... إنتي بتقولي إيه ؟

قالتها بصوتٍ مرتجف خائف و هي تتقدم ناحية لبنى مجددًا، أعادت لبنى ما قالته بسخرية 

 - إيه !! ... هو أنا قولت حاجة غلط ؟؟ مش إنتي فعلًا قتلتيه ؟؟

إحتدت عوالم ميرال و هي تهتف بوجهها 

 - مين قالِك الكلام ده ؟

أخرجت لبنى هاتفها تفتح إحدى الصور و تعرضها على ميرال، كانت هذه صورة لإحدى المحاضر و التي أكدت على ما تقوله و أرتها الحقيقة التي لطالما أخفتها عن الجميع، تحادثها بثقة و جمود كي تثير حنقها 

 - إسمه شريف، مش كدة ؟

أغلقت هاتفها و بقيت تطالع إرتباك ميرال و أنفاسها المتلاحقة، قالت بنفس ذات النبرة المثيرة للأعصاب 

 - هو صحيح مكتوب إنِك قتلتيه دفاع عن النفس، بس يا ترى بقى هو دفاع عن النفس ولا إنتي قتلتيه عشان تنتقمي لصاحبتِك ؟

تلاحقت أنفساها بصعوبة و إزدادت ضربات قلبها، تعض على شفتاها بسخط تريد أن تفتك بها لكنها ضغطت على قبضتها كي لا تتهور و تقحم ذاتها في مشكلة أخرى، حادثتها بثباتٍ تُحسد عليه

 - جيبتي الورق ده منين ؟؟ و عايزة مني إيه ؟

تقدمت ناحيتها خطوة لتحادثها بتهديد

 - إبعدي عن يوسف، هو أصلًا ميستهالكيش، أكيد مش هيتجوز واحدة قتالة قتلة

تزاحمت الدموع على وجنتيها أثناء إستماعها لتلك الكلمات و عدم معرفتها لما ستفعل، أنهت لبنى الحديث بوعيد

 - سيبيه إنتي بمزاجِك أحسن ما أروح أقوله، ساعتها بقى هو مش بس هيسيبِك، ده مش هيطيق يبص في وشِك حتى 

تركتها لبنى لتبقى هي متسمرة مكانها تترقرق الدموع على وجنتيها حتى كادت تتحول إلى بكاءٍ مرير لكنها كبتت دموعها قدر الإمكان و إكتفت بالغصة التي إعتلت صدرها كلما تذكرت ما فعلته، بقيت هكذا في حالة من الصمت تتابع رحيل لبنى بحقدٍ و لا تدري ما الذي ستفعله في هذا المأزق ..

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن