الفصل الخامس و العشرون ( إنقاذ الولد )

562 52 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 

" إن السعي وراء الحب يُغيرنا، فما من أحد يسعى وراء الحب إلا و ينضج أثناء رحلته "

عندما نرتكب كارثة كأننا نزرع نبتة سامة وسط حِقلٍ من الأزهار، لكننا لا نُلاحظ تلك النبتة إلا بعد فوات الآوان و تسمم الأزهار ..

دلفت جومانا من سيارة ميرال المُصطفاة قُرب العيادة الخاصة بعُمر، هذه المرة لم تكن ثائرة عليه، بل كانت حانقة على نفسها لا تُصدق أنها قالت هذا و أحرجت ذاتها أمامه، أرادت فقط أن تعتذر و توُضح سوء التفاهم هذا كي لا تُساوره الشكوك نحوها، إقتربت من العيادة الخاصة به لتجده يُحاول الرحيل منها و لكن هناك فتاة رشيقة القوام لا يخلو وجهها من مساحيق التجميل المُفرطة، كانت تحادثه بإسلوبٍ مائعٍ 

 - يعني يا دكتور يرضيك إن سِت وحدانية زيي تروح بيتها لوحدها ؟؟

كان هو يتصبب ًًعرقًا من أفعالها التي تُصيبه بالإرتباك، يرتدي نظارة طبية لكنها تنزلق من فرط العرق و يحاول هو تعديلها أكثر من مرة، حافظ على إحترامه و هو يقول 

 - يا أنسة لو سمحتي إركبي عربيتِك و روٌحي 

إقتربت الفتاة أكثر و طفقت تضع يدها على صدره لكنه يبتعد عنها بغنجٍ و يتراجع للوراء يحاول التملص من تلك الفتاة اللاذعة، لاحظت جومانا ما يحدث و لم تستطع منع نفسها من التدخل بقولها 

 - في إيه يا مادمازيل ؟؟ عايزة إيه من الدكتور ؟؟

رمقتها الفتاة من أعلى لأسفل تُجيبها بتملقٍ

- و إنتي دخلِك إيه بقى إن شاء الله، ولا يعني عشان إنتي ممثلة تدٌخلي في إللي ملكيش فيه

تقدمت جومانا بضع خطواتٍ لتترقبها عن كثبٍ و تربط ذراعيها و هي تتحدث بجمودٍ إمتزج بحدتها 

 - لأ ليا في يا حلوة، عشان انا مليش في الحال المايل، ولما بشوفه قدامي بحس إني عايزة أرجع

شهقت الفتاة شهقة مائعة ثم قالت بتهكم

 - شوف مين إللي بيتكلم !! إش حال مكنتيش ممثلة 

 - و إيه يعني لما أكون ممثلة ؟؟ على الأقل الناس عارفة إني بمثل، الدور و الباقي بقى على إللي شغال يمثل على الناس و يخلٌيهم يفتكرو إنه على طبيعته

كانت تقصدها بالحديث لأنها تتصنع الجمال و التملق، غضبت الفتاة من حديثها الفظ و طولة لسانها فقررت أن تُنهي الحديث بطريقة تُشعرها أنها الفائزة

 - أنا مش بمثل عشان تكوني عارفة، و مش هرد عليكي أكتر من كدة عشان إنتي مش من مستوايا 

قالت هذه الجملة و هي ترمق جومانا من أعلى إلى أسفل تسخر من ثيابها البسيطة التي لا تُقارن بالمرة مع تلك الملابس الضيقة المبالغ فيها التي ترتديها، إرتسمت إبتسامة ماكرة على وجه جومانا و حدقت بأعين الفتاة مباشرة أثناء ردها 

قلب محظور ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن