69

21 6 0
                                    


~~~

استدار رأسه ببطء مع اليد التي وضعت زجاجة المياه، كانت الابتسامة التي انتشرت ببطء على وجهه تتداخل بشكل أكثر وضوحًا مع ابتسامة الماضي، نعم، تلك الغمازات، كان نفس الوجه الذي رأيته داخل رأس التميمة الخانق، كيف يمكن لهذا الرجل من قبل 5 سنوات أن يكون هنا، ويكون المجنون؟ بالتأكيد، كان يعرف بالفعل أنه أنا، وإلا، لما كان يبتسم بهذه الطريقة

"هل عرفتني منذ البداية؟"

وبدلاً من الإجابة، تناول ببطء رشفة أخرى من الماء، ثم أفرغ الماء المتبقي في الزجاجة على الفور وضغط عليها بقوة كافية لسماع صوت'نقرة' ثم التفت الزجاجة البلاستيكية الفارغة وسقطت من يده على الأرض، فرفع يده الفارغة إلى وجهي، وعندما اقتربت يده وكأنها تخطط لتغطية عيني، عبست وابتعدت، لكن يده وصلت أولاً، ثم لمس إبهامه عيني قبل أن يبتعد، ثم تبع ذلك سؤال غير مبال

"هل انتهيت من البكاء؟"

"...."

"هل تعلم ما الذي أغضبني أكثر عندما خدعتني وهربت منذ خمس سنوات؟"

"لم أخدعك أبدًا"

"حتى أنني أعطيتك المال، ما الذي تتحدث عنه؟" تحدثت بحزم وحاولت رفع جسدي الذي شعرت وكأنني تعرضت للضرب بعصا، لكنه ضغط على كتفي، مما منعني من النهوض، قاطعني صوت جاف بينما حاولت إزالة ذراعه

"لقد فعلت ما يكفي بمجرد عدم خلع زيّك"

توقفت عن الكلام لأنني فوجئت بالإجابة، كنت أتوقع أن يقول شيئًا عن رمي 20 ألف وون عليه مما قد يؤذي كبرياءه أو يزيد من ألم يده المؤلمة، نظرت إلى الأعلى وسألته،

"هل تعتقد أنني أخفيت وجهي؟"

أصبحت عيناه باردة بينما كانت شفتيه ملتوية

"لا يهم، المشكلة هي أنك هربت قبل أن أتمكن من الرؤية"

ماذا سيفعل حين يرى وجهي؟ ليس الأمر كما لو أنه سيقع في حب شريك جنسي غريب، كان يتحدث ببطء، وكأنه يحاول قمع الرفض الذي جاء من داخله

"أردت التأكد من أنك تبكي"

"...."

"أردت أن أراك تبكي"

اقتربت يده من عيني مرة أخرى، لم أتجنبها هذه المرة، لمست أصابعه حاجبي وتحركت ببطء إلى زوايا عيني، مداعبة اللحم الناعم تحتهما، أردت أن أدير رأسي بسبب الشعور غير المريح، لكنني لم أستطع فعل أي شيء بينما كنت أحدق في العينين الباردتين

payback-مُـترجمـة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن