Part 73

142 5 4
                                    

استغفروا الله ♥

😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌

كانت تقف في مواجهة البحر بأمواجه المتلاطمة، شعور بالنشوة يغمرها و يجعلها كالمخدرة، سعادتها تكاد تلامس النجوم. لقد انتهى كل شئ، انجلى الظلام و حلّ الضوء الساطع، انتهى الخريف و بدأ ربيع عمرها و تفتحت الازهار من حولها تعانقها بلطف،  تربِت على احزان قلبها، يمر نسيمها العطر بين جنبات الروح لتدواي جروح الماضي.
ابتسمت بسعادة غامرة عندما تذكرت للمرة المليون في هذا اليوم ان بعد غدٍ عُرسها، زفافها على حبيبها، ستصبح زوجة للرجل الذي أقسمت من قبل ان تدفن قلبها إن شعرت انه يميل نحوه، ولكن بلا شعور منها سقط قلبها في المحظور، و يالروعة السقوط في بئر الحب.
حمدت الله مئات المرات كلما تذكرت كيف انتهى الأمر، كيف يسر الله امورهم وانتقم لهم أشد انتقام من ألفريد الحقير الذي قتل على يد الشرطة، ومن نتالي التي قبض عليها بعدة تهم أهمها التحريض على القتل وتم إلقاءها بالسجن، و تذكرت كيف اعترفت مايا بكل مصائبها التي ارتكبتها في حق زين و في حقها، اعتذرت كثيرا و بكت بعد قتل والدها على يد العصابة التي كان يعمل معها أعمال غير مشروعة تحت ستار شركة الاستيراد والتصدير التي كان يملكها، رأت مايا أنها لم تعد في مأمن هي ووالدتها خاصة ان تلك العصابة تسعى للإستيلاء على الشركة فقررت مصارحة زين بعد ان شعرت بالندم عما ارتكبت وغادرت إنجلترا هي ووالدتها عائدين الى مصر وأمر زين ببقائهم مع امه في القصر وتولى مسئولية ادارة شركة عمه بعد ان أتم الامور القانونية وتأكد أنهم غير مدانين بأي أمر يخالف القانون.
الآن سعادتها مكتملة، أمها بجوارها وحبيبها سيصبح زوجها، أمها الثانية منى بصحة جيدة وأخيها محمد واختها نادين، أمير و زوجته وبنته الجميلة قمر، مايا ووالدتها، خالها شكري و دارين، وأيضا... بيلا، صديقتها الوفية الحارسة، التي أتت باكية لقمر لتسامحها ففعلت قمر وقرر زين انها ستعود معهم حتى تحضر الزفاف ثم ستعود الى فرنسا لتباشر منصبها الجديد الذي وضعها زين به بالشركة.

فردت زراعاها في الهواء فسقط غطاء الرأس الذي كان يغطي خصلاتها الثائرة و اندفعت تلك السلاسل الذهبية تغطي وجهها بسرعة فائقة من شدة الرياح، قبل ان تمتد يدها لتجذب غطاء الرأس كانت يداه اسرع أليها، جمع شعرها أسفل الغطاء و قبّل يدها قبلة حنونة قبل ان يحاوطها بزراعيه ليستمتعا بالمشهد معاً.
تحدث قائلا بصوت يقطر عشقا: سرحانة في ايه؟
قمر بابتسامة حالمة:  فيك.
زين و قد اتسعت ابتسامته بعد اجابتها التي غزت قلبه:  هانت، كلها تمانية و اربعين ساعة بالظبط و تبقي ف حضني، و ساعتها مش هسيبك لو فيها موتي.
افلتت منها ضحكة فقال: اضحكي براحتك، ساعة الجد مش هرحمك.
صرخت بخجل: احترم نفسك ي زين وإلا والله هسيبك وأمشي.
أدارها لتواجهه قائلا بهدوء:  عاوزة تسيبيني تاني!  مش هقدر اعيش لحظة تانية وانتي بعيدة عني، وبعدين انا عاملك مفاجأة يارب تعجبك.
قمر بسرور:  بجد.... ايه هي؟
ضحك على اندفاعها قائلا:  مفاجأة.. هقولهالك ازاي؟ عموما فستانك هيوصل على بالليل، نفس التصميم ال وريتهولك بالظبط.
قمر: التصميم تحفة، تحس ان الديزاينر ده كان قاعد ف دماغي وهو بيعمله، رسمه زي منا عاوزة بالملي، اسمه ايه الديزاينر ده ي زين.
أجاب بابتسامة: زين.
استغربت اجابته وقالت: المصمم اسمه زين!! 
ثم أكملت بسخرية: زين الكاشف!
هز رأسه موافقا فأكملت سخريتها قائلة: امه اسمها منى.
قهقه عاليا ثم نظر لها قائلا: انا ال عامله.
رأت الجدية في عينيه رغم ضحكه فقالت بدهشة: انت بتهزر ولا بتتكلم جد؟
زين: والله بتكلم جد، فستان فرحك ده، والفستان بتاع الفرح ال مكملش، وفستان الخطوبة، والفستان النبيتي ال انتي عدلتيه وحضرتي بيه الحفلة، وكل الفساتين ال عندك انا ال مصممهم ليكي وأشرفت على التنفيذ كمان، ولو انتي كنتي بتركزي ف التفاصيل كنتي شوفتي اسمك بالعربي محفور ع الهدوم دي علامة البراند.
اقترب منها أكثر وتطلع بعينيها المصدومة قائلا: سيادتك ي أستاذة، صاحبة أكبر براند ملابس محجبات في فرنسا. البراند ابتدا من يوم خطوبتنا، اول قطعة كانت الفستان ال انتي اختارتيه من عند عمار فكراه؟
قمر بدهشة كبيرة: يعني الفستان مكنش لبنت خليجية زي ما فهمتوني!  وانت ال كنت عامله وكنت عارف اني هختاره.
هز رأسه موافقا وهو يرى نظرات التمرد في عينيها فقالت: طب افرض اني مكنتش اخترته، كنت اخترت واحد غيره.
رد بسلاسة: اتفقت مع عمار يشيل كل الفساتين ال ممكن انها تعجبك ويحط فساتين عريانة او قصيرة أو ألوان انا عارف انك مش بتحبيها.
سألته بحيرة كبيرة:   ليه كل ده؟
زين بحب: عشان كنت عارف اني هحبك، كان في صوت جوايا بيقولي هي دي ال انت محتاجها، هي دي ال انت استنيتها سنين عمرك كله، هي دي نصك الحلو وام ولادك  ، والحمدلله طلع احساسي صح.
احتضنته دون ان تنطق كلمة واحدة فرفعها عن الأرض وشدد من احتضانه لها، اشتدت الرياح فجأة وتلاطمت الأمواج من حولهم وبدأت الأمطار بالهطول غزيرا فرفعت وجهها للسماء بسعادة وأخذت تحمد الله كثيراً من أعماق قلبها.
نظر لها زين بعد ان وضع اقدامها لتلامس الرمال المبتلة وأحتضن وجهها بين يديه قائلا: بحبك ❤
ابتسمت ابتسامة كبيرة وفاضت عينيها بالدموع وقالت:  وانا كمان.
احتضنها بسعادة و دار بها كثيرا ثم توقف وقد ركز عينيه على هدفه عازما على استغلال تلك الأجواء الرومانسية ليحصل على هدفه، شعرت بما يضمر نحوها وكان قلبها ينتفض خجلا ولكنها قررت ان تسمح له، اقترب حتى اوشك على تحقيق غايته قبل أن يقاطعه صوت محمد اخيه الذي تنحنح بصوت عالي قائلا:  ادخل ي روميو انت و مراتك عشان متاخدوش برد من الجو ده، غيروا هدومكو المبلولة دي، ماصدقنا انكو هتتلموا ف بيت مش عاوزين حد فيكو يتعب ف نضطر نأجل الفرح تاني.
خجلت قمر من الموقف المحرج الذي وضعت به فخبأت وجهها في صدر زين الذي إلتفت بعصبية ليرى ملامح البرود تكسو وجه اخيه الذي يبدو وكأنه قاصدا احراجهم بهذا الشكل.
انحنى زين ليحملها بين يديه فشهقت بخجل وهمست له:  نزلني ي زين.
زين: شششش مش عاوز اسمع صوتك عشان انا ع اخري.
أصرت ان تجعله يتركها قبل ان يصلوا للتجمع العائلي الذي كان انظار كل من فيه موجهة نحوهم ويبدو انهم يكتمون ضحكاتهم بصعوبة.
قمر وهي تكاد تبكي من فرط الخجل: بالله عليك نزلني ي زين  هموت م الكسوف.
صرخ بها قائلا: لو مسكتيش هبوسك قدامهم ولا يهمني حد.
شهقت بخجل أكبر ودفنت وجهها في عنقه.
اقترب من باب الفيلا ليدلف وهو يحمل قمر ولكن سد طريقه أمير قائلا: رايح فين؟
سدد إليه نظرات قاتلة وهتف قائلا بنفاذ صبر:  هو ايه ال رايح فين!!  طالع بمراتي على اوضتنا.
أمير: مفيش الكلام ده.  حضرتك مش هتشوف مراتك غير في الكوشة، قبل كده مش هيحصل.
انفعل زين وهتف بعصبية:  هي هبت منك ي امير ولا ايه؟ انت مين عشان تحكم عليا اشوف مراتي امتا؟
تراجع أمير للخلف عندما رأى غضب زين الواضح وخشي من تطور المزح للجدية فتقدم شكري قائلا: دي العادات ي زين، سيب مراتك تطلع ترتاح و تغير هدومها وانت هتروح الشاليه التاني معايا انا و دارين ومحمد اخوك.
زين بعصبية:  انا مش هروح ف مكان بعيد عن مراتي وطظ ف العادات وطظ ف اي حاجه تبعدني عنها.
قامت بيلا واقتربت منهم قائلة:  ي زين احنا مقدرين مشاعرك دي، بس معلش يعني قمر عروسة ومحتاجة تظبيطات و سكين كير و بادي كير وحاجات بنات انت ملكش دعوة بيها مش معقول هتفضل لازق لها ولينا احنا كمان، ي سيدي كلها يومين اتنين وهتبقا بتاعتك وساعتها محدش هيقدر يتكلم معاكو.
اقتنع زين الى حد ما بما قالته بيلا خاصة عندما نظر الى حبيبته فأومأت برأسها موافقة لبيلا فيما قالت  فقال مستسلما:  أمري لله، طب هطلع اغير هدومي وانزل.
محمد من خلفه:  هدومك وحاجتك كلها هناك ف الشاليه، انا أمرت الخدم ينقلوها من الفيلا.
اندفع زين خلفه جريا فهرب محمد بسرعة وهو يصرخ قائلا:  إلحقيني يما هيموتني.
أمتلأت الأجواء بالضحك و المرح والسعادة الظاهرة على الوجوه والنابعة من القلوب المتحابة.

🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚
💙

ثلاثون يوم گافية للوقوع بالحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن