part 45

109 5 0
                                    

نظر الى وجهها محدقا به بصدمة عندما وجده احمر للغاية، وضع يده على خدها وجده ساخن كمن كان يركض للتو، ابتسم بداخله وعلم انها افاقت ويبدو انها تنصهر خجلا بسبب اقترابه منها، سيجاريها بلعبتها حتى يعلم الى متى ستصمد.
نهض واقفا بجانب الفراش محاولا التحكم بأعصابه قائلا بتمثيل: مش هتفوقي بقا ي قمر، تعبتي قلبي معاكي.
ثم تركها وخرج من الغرفة وتوجه الى غرفة المكتب، جلس على مقعده الوثير وابتسامة صغيرة داعبت جانب فمه وهو يفكر بخبث حتى يستطيع التعامل مع تلك الماكرة الصغيرة التي تمثل فقدانها للوعي.
هاتف امير قائلا:  بكره الصبح عاوز اوضة مجهزة بكل الاجهزة الرياضية واجهزة العلاج الطبيعي والاستشفاء، اختار اوضة الڤيو بتاعها يكون ع الجنينة.
امير: تمام، بس مقلتش انت عملت ايه مع قمر.
اغلق الهاتف بدون ان يرد على امير، قام متجها الى الصالون، نادى الخادمة وطلب منها امر باقي الخدم بالخروج من المطبخ لانه يريد اعداد وجبة بنفسه.
دلف الى المطبخ و اعد طبقا من الخضار مع الدجاج والمعكرونة وجهز كوبا من عصير المانجو ووضعهم على صينية صغيرة و توجه ال غرفة قمر.
.......
كان القلق والتوتر سائد بشدة بين جدران منزل ال كاشف بسبب فقدانهم اي وسيلة اتصال بولدهم البار و زوجته.
كانت منى تجلس وتهز ساقها بتوتر وكذلك سهام التي لم تنفك عن الدعاء بحفظ الله ورعايته لابنتها وابنها العزيز وزوج ابنتها.
و نادين التي كانت تشعر بالرعب على اخيها وابيها الذي قام بتربيتها والاهتمام بها وتدليلها.
اما محمد، لم يترك وسيلة لم يستخدمها، هاتف كل جهات الاتصال المتعلقة باخيه، هاتفه على الهاتف الخاص وهاتف العمل وردت عليه نتالي التي اخبرته انه لم يذهب للشركة منذ اسبوعين وانها لا تعرف اين هو وهاتف منزله ولكن لا رد،حاولوا الوصول الى رقم ندا صديقة قمر علها تعلم عنها شيئا ولكنها انكرت وقالت انها اخر مرة رأت بها قمر منذ اسبوعين ايضا وانهم كلما هاتفوها وجدوا هاتفها مغلق.
كاد يجن جنون محمد بسبب عدم رد امير على اى اتصال منه حتى اذا طلبه من رقم اخر لا يرد مما زاد خوف محمد و قلقه فقال لامه: انا مش عارف اعمل ايه تاني،بفكر ابلغ ف السفارة.
منى: روح بلغ عن اختفاءهم يمكن يقدروا يساعدونا.
سهام ببكاء:انا خايفة على بنتي وقلبي مش مطمن،حسه انها جرالها حاجة.
منى:متقلقيش ان شاءالله خير.
.......

دلف للغرفة وجلس على الفراش بجوارها ووضع الصينية امامه وقال:مقدرتش اكل لوحدي، ف جيت جمبك عشان تفتحي نفسي.
بدأ بتناول الطعام ورائحة الطعام كانت تداعب انفها ولكنها لن تستسلم،شعرت بعد هذا التصرّف انه اكتشف انها قد استيقظت.
رنين هاتفه منعه من مواصلة وجبته فرد على امير الذي قال: زين،محمد اخوك وبيتك كله قلقان و مرعوب عليك انت والمدام لدرجة ان خالك شكري ومحمد هيبلغوا ف السفارة عن اختفاءكم.
هب زين واقفا بغضب:انت بتقول ايه؟
امير:ال سمعته،و كمان مامت قمر منهارة جدا ومامتك كمان،دول كلموا الشركة ونتالي ردت قالتلهم انها متعرفش حاجه وكمان كلموا انسة ندا صحبة المدام وقالتلهم زي ما فهمناها.
زين بغضب وهو يشد خصلات شعره: يدوني فرصة بس اطمن عليها وبعدها انا هخرج وهسلم نفسي.
امير بقلة حيلة:هتعمل ايه؟
زين:سيبني افكر وربنا يحلها من عنده.
امير: اتصرف ف الموضوع ده ي زين ومتقلقش ع المدام،هجيب چين تقعد معاها او بلغ اهلك بمكانك ويعيشوا معاها هما كدا كدا هيعرفوا بوجودك.
زين بعصبية:انت عاوزني اجيب سهام تشوف بنتها وهي بقالها اسبوعين ف غيبوبة والله اعلم هتتحرك ولا لأ بسببي؟!
امير:عندك حق،عموما انا هحاول اهدي الموضوع من ناحيتي وانت حاول تتصرف بسرعة لانهم لو راحوا السفارة هيكتشفوا انك موجود ف مصر والموضوع هيتصعب اكتر.
اغلق زين الهاتف واستدار لينظر الى قمر واتسعت ابتسامته عندما وجدها قد فتحت عيونها،جلس بجوارها بلهفة ولكنه شعر بالألم يعتصر قلبه عندما وجد وجهها غارقا بالدموع،جفف دموعها قائلا:الحمدلله على سلامتك ي عمري.
نظرت له ولم ترد،كانت تبكي بلا صوت وتنظر الى وجهه فقط.
زين: ردي عليا ي قمري،طمنيني انك بقيتي كويسه.
حاولت النهوض وتحريك قدمها ولكنها لم تستطيع فبكت اكثر قائلة بصوت مبحوح: رجلي،مش بتتحرك.
اغمض عينيه بألم ثم اقترب واحتضنها بشدة ودفن وجهه بعنقها فقالت بتعب:ابعد لو سمحت.
لم يرد عليه بلسانه ولكنها شعرت بشئ ساخن على رقبتها ،شعرت بالفزع من مجرد فكرة بكاؤه، والأدهي ذلك الشعور بالألم الذي يضرب ظهرها فقالت بألم: ايه ال حصل؟ انا فين؟
ابتعد زين وكانت عيناه حمراء للغاية، مدت يدها ومسحت بقايا الدموع على وجهه فامسك بكفها و قبله قائلا: ان شاءالله هتبقي بخير،انا اسف،انا السبب في ال حصلك.
قمر بصوت ضعيف:هو ايه ال حصلي وانا فين؟
قص لها زين كل ما حدث ولكنه اخبرها ان احد اعداءه اراد قتله ولكن الرصاصة اصابتها بالخطأ وانها فاقدة للوعي منذ اسبوعين،اختتم كلامه قائلا: من بكره هنبدأ العلاج الطبيعي وان شاء الله هتخفي وهتبقي تمام،الدكتور في فرنسا طمنا ان رجليكي سليمة بس محتاجة شويه تمرين.
ضيقت عينيها ونظرت حولها للغرفة ذات الألوان الهادئة والتصميم الراقي والمميز والاثاث الفخم،ثم نظرت الى وجه زين قائلة بقلق:الدكتور ال ف فرنسا!!! ليه هو احنا فين دلوقت؟
وقف امامها قائلا:احنا ف مصر،في القصر بتاعك.
نظرت له كأنه قادم من العالم الخارجي وقالت:نعم؟
انت بتقول ايه؟ انا دلوقت ف مصر؟ازاي ده حصل وقصر ايه ال بتتكلم عنه؟
اجابها:قصرك انتي،قصر القمر،اما بالنسبة لرجعتي مصر ازاي،ف احنا رجعنا ف طيارتي الخاصة. هجيبلك اكل وارجع.
ثم تركها ورحل وهي تكاد تنصهر من الغضب،صرخت بشدة وجذبت كل شئ موجود على الكومود بجوارها وألقته ارضا وبدأ صوت بكاءها بالارتفاع وهي تشعر بالعجز وملقاة على الفراش مكتوفة الايدي،غطت وجهها بكلتا يديها وهي تفكر في مأساتها مع زوجها المصون.
........
كان يقف امام الباب يستمع لصراخها الذي يمزق قلبه،شعر بالقلق عليها عندما سمع صوت التكسير ولكنه قرر تركها لافراغ شحنات غضبها،ابتعد متوجها الى الأسفل ليجلب لها طعام.
.......
دلف بعد قليل وجد الغرفة في حالة من الفوضى و وجدها تضع الوسادة فوق وجهها ففزع بشدة وتوجه اليها نازعا الوسادة من فوق وجهها قائلا:شيلي البتاعة دي عشان تتنفسي.
جذبتها من يده ووضعتها ثانية هاتفة بغضب:ملكش دعوة.
زين بألم وهو يجلس بجوارها: انا عارف اني السبب في تعبك ولولايا مكنش حصلك كده، بس اوعدك اني هجيبلك حقك.
حاولت النهوض بعصبية فصرخت من الألم الذي اجتاح ظهرها فساعدها على التسطح قائلا: اهدي بس متحاوليش تقومي،علشان خاطري اهدي وانا هعملك ال انتي عوزاه.
تحدثت بغضب:كالعادة بتعاملني كأني شنطة او اي حاجة ملهاش لازمه وبتشيلني و تحطني مكان ما تحب من غير ما تاخد رأيي،وصلت بيك انك ترجعني مصر واني اسيب دراستي ال روحت اساسا علشانها.
بدأت بالبكاء ثم اردفت بعصبية : و دلوقت مرمية على السرير مش قدرة حتى اشرب نفسي.انا عاوزة اروح لماما،وديني لأمي وطلقني ي زين كفاية كده،حرام عليك ال بتعمله فيا.
زين:مينفعش حد يعرف اننا نزلنا مصر.
نظرت له باستغراب:ليه،انا عاوزة افهم حالا ايه حكاية الرصاصة دي ومين اعدائك دول ال عاوزين يقتلوك، زين، لما كنت ف المطعم مع مريم و ندا انت كنت عارف اني متراقبة وفي حد عاوز يقتلني صح.
صرخت بشدة و فتحت عيناها على اخرها عندما فهمت الحقيقة: يعني انا ال كنت مقصودة بالقتل مش انت!! بس ليه انا معرفش حد ف فرنسا اصلا عشان ينتقم مني او يحاول يقتلني.
صمتت لبرهه ثم اردفت وهي تكاد تصاب بالجنون: يعني في حد عاوز ينتقم منك بقتلي!!
صرخت قائلة:رد عليا ي زين.
كان واقفا بشموخ ينظر الى وجهها الغاضب وقناع البرود يغلف وجهه رد بهدوء قائلا: هبعتلك چين تساعدك في تغيير هدومك علسان نبدأ علاج طبيعي.
ثم تركها وهي تكاد تجن من بروده ومن الحقائق المرعبة والمتلاحقة التي تصدمها.
اخذت تصرخ بغضب لتخرج كل ما بداخلها من ألم وغضب وقلة حيلة.
................

✋✋✋✋✋✋✋✋✋✋✋✋✋

🌚

ثلاثون يوم گافية للوقوع بالحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن