بدأ تشيونغ ميونغ يتحدث إلى أخيه شيئًا فشيئًا، يفرج عن مشاعره، كمن يفتح صندوقًا مليئًا بالذكريات المؤلمة.
كانت كلماته تتدفق، مشحونة بالعواطف، وهو يسترجع أحداث ذلك الكابوس الرهيب. كان يتحدث عن مشهد الحرب المميت، بينما كانت تعابيره تتغير بين المرارة والعجز، وأحيانًا تمر بضحكات مريرة كأنها تضحك على قسوة القدر.
"رأيتهم"
قال بصوت مخنوق
"الأحفاد الذين كانوا يصرخون، يركضون في كل اتجاه كيف يمكنهم أن يُدعى التلاميذ الفخورين لجبل هوا؟"
كانت نبرته تحمل السخرية، وكأن الكلمات تُخرج من أعماق قلبه المُحطّم لكنها تخفي بداخلها شيئا من المرارة والفخر وبينما كانت مشاعره تتأرجح بين الغضب والإحباط، تفجرت في داخله ذكريات الطوائف العشر التي تركت رفاقه للموت.
"كانوا بخير يعيشون على المجد الذي بنيناه بدمائنا هكذا؟"
صرخ، وعيناه تشتعلان بنيران الألم، كانت كلماته تتردد كصدى في الليل، تعكس إحساسه بالخيانة.
"الدماء التي أرقناها، الأرواح التي أزهقت لم يتذكرها أحد"
شيئا فشيئا بدأ صوته ينخفض
"في ذلك العالم لم يكن جبل هوا موجوداً"
"ساهيونغ لم يكن هناك"
"لم يبقى أحد...فقط أنا"
ومن ثم جاء حديثه عن سبب كل هذا الكابوس
"الشيطان السماوي"
ذلك الوحش الذي تجاوز حدود الإنسانية، كانت تعابير وجهه تتغير لتظهر الخوف والاشمئزاز.
"تلك القوة التي لا يمكن لإنسان بلوغها،"
همس، مستعرضًا صورة ذلك الوجه الشاحب، الشفاه الحمراء، والعيون القرمزية التي تحدق به باحتقار، كانت تلك الصورة تطارده ككابوس، وتُغلق على نفسه كما تُغلق الأبواب على السجناء.
كان يتحدث عن كل شيء، مُحررًا ما بداخله، وكأنما كانت الكلمات تُخرج من أعماق جروحه.
"تارة يكون ساهيونغ حياً أمامي وفي تارة أخرى......"
ابتلع كلماته التالية كما لو كانت كل منها تكسر قلبه أكثر
"لم أدرك ذلك"
"......"
"لم أفهم في السابق"
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Ficção Geralتتراقص أزهار البرقوق في نسيم الربيع تتفتح بتلاتها البيضاء الوردية كأحلام تتجلى في ضوء الشمس ولكن في لحظة مؤلمة تتساقط هذه الأزهار الجميلة كما لوكانت تتنازل عن حياتها لتبث الحياة بالأزهار الفتية فتمنح كل مالديها لتغذية البراعم الجديدة لكن تبقى ذكريات...