في عمق الليل، حيث تتراقص الظلال تحت ضوء القمر الخافت، كان هناك رجل يتقدم بخطوات خفية، كأنه جزء من الظلام نفسه.
كان جسده ينحني قليلاً، وكأنه يحاول التسلل بين خيوط الليل، عينيه تلمعان في ظلمة المكان، تحملان نظرات حادة كخناجر.
كل خطوة يخطوها كانت محسوبة بدقة، وكأن الأرض تحت قدميه كانت تضج بالأسرار.
عندما اقترب من الباب الخشبي، كانت أنفاسه تتقطع في صمت الليل.
وضع يده على المقبض، وقلقٌ غامض يعتصر قلبه، وكأن هناك شيئًا يتربص خلف الباب.
فتحه بحذر، وأصوات الخطر تعلو، كأنها صرخات تحذير في أذنه.
عندما دخل الرجل الغرفة، تفاجأ بوجود شخص آخر يقف هناك، عازمًا على ما يبدو، كأنه ظل من ظلال الليل.
تجمدت ملامحه للحظة، وعيناه تتسعان في دهشة، بينما ارتسمت على وجهه تعابير تتراوح بين الارتباك والقلق.
"هاه؟"
"الشيخ تانغ؟"
تانغ بو الذي تفاجئ بوجود تشيونغ جين بالغرفة راح يقترب منه ببطء، يحاول استيعاب الموقف.
وقف الاثنان أمام تشيونغ ميونغ، الذي كان نائمًا بسلام، لكن عرقه يتدفق على جبينه، وكأن كابوسًا يلاحقه في عالم الأحلام.
توقف الزمن في تلك اللحظة.
كانت الغرفة تكتنفها حالة من الصمت الخانق، حيث لم يكن هناك سوى صوت أنفاسهم المتسارعة.
نظرا معًا إلى تشيونغ ميونغ، وكأنهما يشاركان نفس الفكرة، نفس الخوف الذي يعصف بهما.
"ما الذي يحلم به يا ترى؟"
"لقد كان ساهيونغ غريباً هذه الأيام"
"لقد رأيته يطلب الشاي عوضاً عن الكحول"
قال تانغ بو وعلى وجهه ملامح ذعر عند تذكر تشيونغ ميونغ الذي كان في منزله يحتسي الشاي بهدوء، كما أضاف تشيونغ جين بينما يضم جسده المرتعش بصوت مرتجف
"لقد رأيته يبكي"
"هاه؟"
حدق تانغ بو به بصدمة، لتتسلل قشعريرة عميقة إلى ظهر الاثنين.
في تلك اللحظة، كان الصمت يتحدث بصوتٍ عالٍ، وكأن الكلمات تاهت في زوايا الغرفة، تاركةً فقط تلك النظرات المتبادلة بين الاثنين، اللذان التقيا في مفترق طرق غير متوقع، يحملان نفس القلق، ويواجهان نفس الغموض.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Ficción Generalكان دوما يبتسم، او يغضب لكن عندما يكون وحده يكتسي وجهه ذلك التعبير الحزين في كل مرة ظنوا انهم استطاعو فهمه يحدث امر يجعلهم يدركون انه بعيد المنال والان وقد أصبح مصابا بلعنة تغوص به بأعماق ذكرياته وتعود به نحو ماض سحيق ماض اندثر ولن يعود لكن الفؤاد و...