يوي سيول التي كانت سارحة بذكرياتها غمرتها رائحة أزهار البرقوق، التي اختلطت بأجواء الليل، وكأنها تحمل معها ذكريات ذلك العرض الفريد.
وأخيراً وصلت إلى قمة الجبل، حيث كان الليل قد غلف المكان بسكونه العميق، مزيج من الظلام والنجوم المتلألئة في السماء.
في ذلك المكان كان تشيونغ ميونغ يقف هناك، وأمام عينيه كومة من الحجارة ، شاهدة على معاناته.
كان يسكب الكحول عليها بحركة بطيئة، وكأنما كان يقدم قربانًا لذكرياته الثقيلة.
بينما كانت الرياح تُداعب خصلات شعره الأسود، وكأنها تُحاول أن تُعيده إلى زمن آخر، زمن لم يكن فيه وحده.
تسرب السائل الذهبي بين الحجارة، مما منحها لمعة غريبة تحت ضوء القمر.
كانت كل قطرة تنزل كأنها تحمل معها جزءًا من روحه، تُعيد إلى الأذهان لحظات من الندم والألم.
ارتسمت على شفتيه ابتسامة تبدو كغلاف رقيق يخفي تحتها عمق المعاناة.
وهو يتأمل الكومة، وكأنها تجسد كل ما فقده، كل حلم لم يتحقق، وكل شخص لم يعد موجودًا.
تلك الحجارة، رغم صلابتها، كانت تحمل في طياتها آلام الفقد، كأنها تُذكره بألمه المستمر.
بينما كان يسكب الكحول، كانت الرياح تعصف به، تحمل معه همسات الماضي، وكأنها تُعيد له صدى ضحكاتهم وكلماتهم.
كان يتحدث بصوت منخفض، يُخاطب الأرواح الغائبة، مُحاولًا أن يُظهر لهم أنه لا يزال هنا، رغم كل شيء.
كأن تلك اللحظة كانت وسيلة ليُعيد لهم اعترافًا، حتى وإن كان مؤلمًا.
حينها أدركت يوي سول ذلك، تلك الحجارة كانت قبوراً لرفاقه.
الأسلاف الذين وهبوا حياتهم لإنقاذ العالم، أراد أن تسكن أرواحهم في جبل هوا حتى وإن كانت أجسادهم حبيسة في جبال الألف.
بينما كانت تتأمل الموقف، شعرت بثقل الحزن يتسلل إلى قلبها، كأنما كل حجر يمثل روحًا عانت، وكل ذكرى تحمل في طياتها فراغًا لا يمكن ملؤه.
بدا تشونغ ميونغ، وهو يسكب الكحول على تلك الحجارة، كان يُقدم اعتذارًا صامتًا، يُعبر عن الندم الذي يعتمل في داخله.
كل رشفة من الكحول كانت كأنها تدفق من روحه، وكأنما كان يستنطقهم، مُحاولًا أن يُعيد لهم بعض الاعتبار، رغم أنه كان يعلم أن ذلك لن يُعيدهم.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Fiksi Umumتتراقص أزهار البرقوق في نسيم الربيع تتفتح بتلاتها البيضاء الوردية كأحلام تتجلى في ضوء الشمس ولكن في لحظة مؤلمة تتساقط هذه الأزهار الجميلة كما لوكانت تتنازل عن حياتها لتبث الحياة بالأزهار الفتية فتمنح كل مالديها لتغذية البراعم الجديدة لكن تبقى ذكريات...